شهدت دبي بالأمس بدء أعمال القمة العالمية للقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة “ESG”، حيث تضمن الحدث لقاء العديد من الخبراء والمستثمرين والمهتمين بالمجال لمناقشة أحدث الاتجاهات في تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وعقد الحوارات والشراكات البنّاءة.
وعلى هامش القمة، أجرى صالح جعفر، المؤسس والرئس التنفيذي لـESG Mena مقابلة مع السيدة دانا كمالي رئيس قطاع الأعمال في الصندوق الوطني للمسؤولية الاجتماعية “مجرى”، وهو جهاز اتحادي يعني بوضع الإطار التنظيمي للاستدامة وتطبيق الأثر المستدام في دولة الإمارات.
وإلى نص المقابلة:
ما هي الإجراءات التي تقومون بها في مجى لتحفيز الشركات على تطبيق معايير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية؟
هدفنا الأول والأخير هو دعم ممارسات الشركات في دولة الإمارات لتعزيز الاستدامة، من خلال عدّة عناصر، أولاً تعزيز الوعي بمعايير الاستدامة، فالعديد من الشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة تظن أن الاستدامة أو المسؤولية الاجتماعية تتعلق فقط بتقديم التبرعات لمشروعات أخرى، فيقولون “ليس لدينا ميزانية كبيرة للتبرع”، فنخبرهم بأن الاستدامة يتم تطبيقها خلال عملهم .
وفي هذا السياق، نعمل على تعزيز وعي هذه الشركات بالاستدامة، فأطلقنا “ميدان المعرفة” وهي منصة عالمية في الإمارات تتضمن أدلة إرشادية، ودورا تدريبية موثقة من مجرى، ويستطيع أصحاب الشركات دراستها ليفهمون أكثر عن الاستدامة وكيفية تطبيقها.
والجزء الثاني هو أننا نقوم بوضع سياسات واطر عمل لتقييم ومكافأة الممارسات المستدامة في الجهات الخاصة، والعام الماضي فازت 81 شركة بوسام الأثرالمجتمعي، كما فازت من بينهم 16 شركة بالفئة البلاتينية وكرمهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
كيف تقومون بجهود لمكافحة الغسل الأخضر؟
أطلقنا من وقت قريب “ختم” وهو مشروع لتوثيق الشركات التي تقّدم أثر مستدام، فبناء على قرار رئيس مجلس الوزراء، فإن أي مشروع يصنف نسه ضمن نطاق الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، يجب اعتماده من جهتنا، لذا نطالب الشركات بمشاركة مشاريعهم معنا لنقوم بدراستها ومعرفة مدى توافقها مع الأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، ثم نمنحهم ختم “مشروع أثر مستدام” وهذا يساعدهم على الترويج لأنفسهم بأنهم موثقين، ويمنحهم الفرصة للتعاون مع شركات أخرى والحصول على دعم مادي أو معنوي.
كيف تقنعون الشركات بأن تبني معايير البيئة ومعايير المسؤولية المجتمعية عنصر ذو أولوية ومهم لتطوير الأعمال ؟
أعمل في مجال الاستدامة والمسؤولية المجتمعية منذ 14 عاماً، وعلى سبيل المثال كنت أتناقش مع والدتي حين سألتني ما معنى الاستدامة، فقلت لها تعني مساعدة الشخص ودعم المجتمع وتعزيز صحة ورفاهية المجتمع، لذا هناك الكثير من الأشياء البسيطة التي يقوم بها الناس ولا يعرفون أنها سلوكيات مستدامة.
بالنسبة للشركات، فبالطبع يهمها الأرقام في المقام الأول، لذا سنطلق قريبا سياسة “الإفصاح الإلزامي” الذي سيلزم جميع الشركات في دولة الإمارات، باستثناء عدد بسيط، بالإفصاح عن ممارسات الاستدامة ومن خلال هذا الإفصاح نستخرج لهم تقارير توضح لهم التكاليف التي استطاعوا توفيرها، وكيف ساهمت هذه الممارسات في استدامة المؤسسة، واستدامة الاقتصاد في نفس الوقت .
كيف يمكن أن تلعب التكنولوجيا دوراً في دعم الشركات لتطبيق معايير المسؤولية الاجتماعية؟
الاستدامة واستخدم التكنولوجيا مرتبطان ببعضهما، لذا في منصة “ميدان المعرفة” التي أطلقناها لتعزيز الوعي بالاستدامة،هناك جزء مخصص للتواصل بين الشركات وبين خبراء الاستدامة والمساهمين في المشاريع المعتمدة، وهذه المنصة تعمل بالذكاء الاصطناعي للربط بين الشركات وبين الجهات التي ترغب في تقديم الدعم.