أطلقت شركة سيركو، المزود العالمي للخدمات، مؤخرًا أكاديميتها للفضاء، وهو برنامج تدريبي في الشرق الأوسط يهتم بكل ما يتعلق بمراقبة الأرض والملاحة عبر الأقمار الصناعية، واقتصاد الفضاء الجديد، والابتكار.
تحدثت ESG Mena مع عمار فورا، رئيس قسم الفضاء في سيركو الشرق الأوسط، لمعرفة المزيد عن البرنامج، والعلاقة بين الفضاء والاستدامة، وتطبيقات بيانات الأقمار الصناعية ودور التعاون الإقليمي في تعزيز طموحات علوم الفضاء.
تم تحرير هذه المقابلة من أجل الطول والوضوح.
أخبرنا عن استراتيجية سيركو لنقل المعرفة إلى المملكة العربية السعودية في ظل استراتيجية المملكة لعام 2030
تركز رؤية 2030 على تنويع الاقتصاد وبناء اقتصاد قائم على المعرفة مدفوعًا بالابتكار، كما يعد قطاع الفضاء أحد ركائز برنامج رؤية 2030 باعتباره أحد مجالات النمو الرئيسية في المملكة العربية السعودية.
جزء مما نقدمه كمنظمة هو أكثر من 60 عامًا من الخبرة التشغيلية في قطاع الفضاء على مستوى العالم، ومع إطلاق أكاديمية الفضاء الخاصة بنا، فإننا نعمل على نقل هذه الخبرة التشغيلية والمعرفة إلى النظام السعودي لدعم نمو القوى العاملة والمواهب المناسبة داخل المملكة العربية السعودية.
في العام الماضي، أطلقنا برنامج الفضاء للخريجين، وقمنا بتوظيف مواطنين سعوديين، وكانت سارة الحبا أول من تم توظيفهم، و لقد أنهت للتو دراستها الجامعية وقضت ستة أشهر في أوروبا.
أخذنا سارة إلى مكتبنا الأوروبي، حيث يوجد لدينا الكثير من العقود التشغيلية التي نقدمها لوكالة الفضاء الأوروبية، و لقد بنت هذه المعرفة التشغيلية من خلال العمل مع خبراء الصناعة، والعمل جنبًا إلى جنب مع برامج وكالة الفضاء الأوروبية، والآن عادت إلى
المملكة العربية السعودية بالمعرفة والمهارات المناسبة لدعم برامجنا في قطاع الفضاء.
لذا، تم بناء أكاديمية الفضاء الخاصة بنا لضمان قدرتنا على مشاركة معرفتنا وخبراتنا ومهاراتنا التشغيلية مع القوى العاملة المحلية والنظام البيئي الفضائي المحلي.
ماذا عن مشاركة الشركات الناشئة في هذا الصدد؟
تشكل الشركات الناشئة جزءًا كبيرًا من استراتيجيتنا لدعم نمو النظام البيئي، ولقد عملنا بالفعل عن كثب مع العديد من الشركات الناشئة في مجال الفضاء في المملكة العربية السعودية، حيث ندعمها بالخدمات التي نقدمها، كما نقوم بدمج قدرتها على تطوير تقنيات الفضاء أو الابتكار الفضائي في خدماتنا التشغيلية ونقلها إلى السوق، ومن المهم جدًا بالنسبة لنا أن نكون قادرين على دعم النمو المستقبلي للشركات الناشئة.
وفي الوقت نفسه، ومن خلال عمل هيئة الاتصالات وتكنولوجيا الفضاء هذا العام، أطلقت المملكة العربية السعودية برنامج حضانة للشركات الناشئة في مجال الفضاء، ولقد شاركت في البرنامج كمستشار فني وخبير في مجال الفضاء، حيث قمت باختيار الشركات الناشئة التي تدخل النظام البيئي الفضائي السعودي، ومن المهم جدًا بالنسبة لي رعاية النظام البيئي للشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية لأنها ستلعب دورًا كبيرًا في دفع الابتكار الذي ستشهده المملكة في الفضاء في المستقبل..
حدثني عن شراكاتك المحلية
في الفضاء، لا شيء ممكن بدون شراكات، وهو المبدأ الذي أتبعه أيضًا، وفي المملكة العربية السعودية، من المهم بالنسبة لي أن أمتلك الشراكات الجيدة مع الكيانات الحكومية، و CST على وجه الخصوص، هي جهة حكومية مسؤولة عن دفع وتشجيع الالتحاق بوظائف الفضاء
وبالتوازي مع ذلك، لا يمكن تحقيق أي من هذا دون تشجيع الصناعة على دعم نقل المعرفة والمهارات إلى القوى العاملة المستقبلية، ومن المهم أيضًا أن أعمل بشكل وثيق مع الصناعة، سواء كانت الصناعة التي تأسست بالفعل في قطاع الفضاء أو الصناعة التي لديها طموحات للنمو في قطاع الفضاء.
ومن المهم أن نشكل الشراكات الصحيحة بالتعاون مع تلك الكيانات لدعمها في تشغيل وتعبئة المزيد من المعرفة الفضائية، وتقديم خبرتنا التي تمتد إلى 60 عامًا، ودعمها لتحظى بالنمو.
وبالتأكيد من المهم جدًا أن تكون لدينا علاقات جيدة مع الجامعات، وفي المملكة العربية السعودية، هناك بالفعل عدد قليل من الجامعات التي تستهدف برنامج الفضاء مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية و هي إحدى الجامعات التي لديها حملة كبيرة حول بيانات الفضاء وقيادة تطبيقات الاستدامة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية.
وهناك جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الدمام، والتي لديها روابط قوية جدًا مع أرامكو، كما أنها تعمل على تطوير برنامج هندسة الطيران والفضاء الخاص بها، وفي الرياض، هناك جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة، إضافة إلى العديد من الجامعات التي لديها طموحات للنمو في مجال الفضاء، ومن المهم أن نتعاون معها في مجالات متعددة.
ويمكن أن يتمثل هذا التعاون في تبني الشباب لمعرفة كيف يمكننا دعم تلك المواهب لتعزيز النمو في قطاع الفضاء، والثاني هو كيف يمكننا أيضًا دعمهم في تحديد برامج الفضاء الخاصة بهم، وضمان أن هيكلهم الأكاديمي يتماشى مع متطلبات الصناعة في قطاع الفضاء.
بالنسبة لي، إنه نهج متعدد الأوجه حقًا عندما يتعلق الأمر بالشراكة بين الحكومة والعاملين بالصناعة والأوساط الأكاديمية، يجب أن يجتمع الجميع معًا لضمان أننا نعزز تطور مهارات الفضاء ، واستيعاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع أنحاء المملكة السعودية .
كيف تخططون لدعم جهود الاستدامة في المملكة لمكافحة تغير المناخ؟
عندما يفكر الناس في قطاع الفضاء، ربما يعتقدون أنه ضد مكافحة تغير المناخ أو ضدالاستدامة. ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الناس أن الفضاء مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بفهم بيئتنا وفهم تغير المناخ وتطوير استراتيجيات مكافحة تغير المناخ، وجعل بيئتنا أكثر استدامة.
الفضاء مهم جدًا في فهم مقاييس جودة الهواء، ويمنحنا نظرة عامة جيدة على جودة الهواء في أي بلد على مستوى العالم لأننا نستطيع مراقبة جودة الهواء، كما أنه مساهم مهم جدًا في الزراعة، وبالتالي يساعدنا على تشجيع الزراعة الأكثر استدامة، مثل إدارة الري.
في السياق ذاته، الفضاء مهم جدًا أيضًا لتغير المناخ لأنه من خلال بيانات الأقمار الصناعية، يمكننا مراقبة تطوره، على سبيل المثال، يمكننا أن نرى كيف ارتفع مستوى سطح البحر على مدى العقود الماضية، و يمكننا أيضًا استخدام البيانات للتنبؤ بكيفية نمو تغير المناخ في المستقبل من خلال سيناريوهات IPCC.
وم من وجهة نظرنا في سيركو، يعد ضمان وجود حلول وخدمات تدعم الاستدامة ومراقبة البيئة وتغير المناخ جزءًا أساسيًا من استراتيجيتنا، ولقد قدمنا خدمات في هذا المجال في المملكة العربية السعودية وكذلك على مستوى العالم، و داخل أكاديمية الفضاء على وجه التحديد، نقوم أيضًا بتطوير برامج تركز على هذه التطبيقات، وكيفية استخدام بيانات الفضاء للاستفادة منها.
لدينا الكثير من الخبرة في هذا المجال عندما يتعلق الأمر بعملياتنا في إيطاليا، والتي قمنا فيها بالتعاون الوثيق مع وكالة الفضاء الأوروبية، لذا، فإن هيكل أكاديمية الفضاء على هذه الأجندة هو أننا سنساعد المستهلكين أو مستخدمي البيانات على فهم أفضل لكيفية استخدام البيانات لدعم هذه الخدمات المختلفة، و نأمل أن تعزز من ذلك مبادرة السعودية الخضراء التي تركز بشكل كبير على تحسين نوعية حياة الناس.
في القوت نفسه، ، لدى المملكة العربية السعودية طموح كبير لتطوير برامج فضائية مستدامة في إطار رؤية 2030، سواء من منظور الأقمار الصناعية أو من منظور استخدام البيانات، لذا فهو جزء مهم للغاية من برنامج الفضاء السعودي على المستوى الوطني، وهو جزء مهم للغاية من كيفية تقديم سيركو لخدماتها إلى السوق والنظام البيئي.
أخبرنا المزيد عن كيفية ارتباط مبادرة السعودية الخضراء بالفضاء.
تركز مبادرة السعودية الخضراء بشكل كبير على تحسين نوعية حياة المواطنين، ويمكن لبيانات الفضاء أن تدعم فهم المقاييس الرئيسية المتعلقة بمؤشرات نوعية الحياة في الماضي والحاضر، وكيف تعمل الاستراتيجيات المستقبلية على تحسين هذا الوضع.
مرة أخرى، أعود إلى مثال جودة الهواء التي تمثل مصدر قلق كبير في البيئة السعودية، هناك الكثير من الصناعة هنا، وهناك الكثير من المكونات الطبيعية الأخرى التي تؤدي إلى تدهور جودة الهواء، مثل الجسيمات الدقيقة، التي تأتي من الرمال، ومن خلال بيانات الفضاء، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل، في الأساس، ما هي جودة الهواء اليوم وما هي الاستراتيجيات التي يجب تنفيذها لتحسين هذه الجودة غدًا..
من خلال الأكاديمية، قمنا ببناء برامج لتقديم الحلول والخدمات حول بيانات الفضاء لفهم هذه المقاييس والمؤشرات بشكل أفضل
أيضاً، تحتوي المبادرة الخضراء السعودية على مكون ضخم حول الغطاء النباتي الذي تراه الآن في الرياض، وهناك حملة كبيرة حول زراعة المزيد من الأشجار، وخلق المزيد من المساحات الخضراء، كما تعد حديقة الملك سلمان واحدة من أكبر المساحات الخضراء التي يتم بنائها.
من خلال بيانات الفضاء، يمكننا أن نوفر معلومات أفضل لاستراتيجيات إدارة الغطاء النباتي التي يتم تنفيذها، من النظر في مؤشرات صحة الغطاء النباتي إلى فهم إدارة الري، وكل هذه المعلومات توفر معلومات أفضل للاستراتيجيات التي تنفذها الحكومة السعودية لتحسين كفاءة استراتيجيات النمو الأخضر
كل هذه الجوانب التي أتحدث عنها هي أكثر من مجرد حلول، ولكن أكاديمية الفضاء لدينا تقدم التدريب حول البيانات لتمكين هذه الأنواع من الخدمات، وهذا ما نعتزم تقديمه عندما يتعلق الأمر بهذه التطبيقات.