أعلنت بلدية دبي، على هامش مشاركتها في معرض “جيتكس جلوبال 2024″، عن بدء المرحلة الثانية من مبادرتها الطموحة للتحوّل الرقمي، والتي تهدف إلى تطوير أكثر من 38 خدمة رئيسية، بما في ذلك التركيز على تعزيز العمليات في تنظيم الاستيراد والتصدير والفحوصات المخبرية وخدمات التصاريح المختلفة. وتأتي هذه المرحلة في إطار التزام البلدية المتواصل في تطبيق استراتيجية جودة الحياة في دبي وتعزيز مكانتها باعتبارها مدينة رائدة للعيش والعمل والزيارة.
وتستعرض البلدية خلال مشاركتها ستة مشاريع رئيسية تُبرز أهمية هذا التحوّل الرقمي كجزء من سعيها المتواصل تحقيقاً للابتكار، وتتضمن هذه المشاريع؛ مشروع منتجي بلس والذي يهدف إلى تسهيل عملية تجارة المنتجات الغذائية والاستهلاكية والتأكد من سلامتها وامتثالها للمعايير العالمية. كما يتيح هذا المشروع تسجيل المنتجات بشكل أسرع من خلال قائمة مركزية ومعالجتها بالجملة والتكامل المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع الشركاء المحليين والعالميين.
كما تسلط بلدية دبي الضوء على نظام التصاريح الموحد، الذي تم تصميمه لتبسيط وتسريع الخدمات، حيث يسهم في زيادة كفاءة الخدمة بنسبة تصل إلى 60%. يهدف النظام إلى تسهيل إجراءات الموافقات وإصدار التصاريح من خلال عملية مبسّطة تشمل مختلف الجهات المعنية وتعتمد على البيانات الرقمية حيث سيكون متاحاً لمختلف أصحاب المصالح.
وجاء ثالث هذه المشاريع؛ مختبر دبي المركزي للفحوصات المخبرية والذي يهدف إلى تحديث إجراءات تقديم طلبات فحص العيّنات الغذائية والبيئية والاستهلاكية والأحجار الكريمة، مما يضمن سرعة ودقة اختبارها، ويمكّن بلدية دبي من تقديم نتائج أكثر دقة وفي وقت أقل. كما وتستعرض البلدية المرحلة التجريبية من نظام المواعيد الافتراضية والذي أطلقته البلدية على منصتها الإلكترونية في سبيل تسهيل سبل التواصل وتطوير الخدمات ورفع مستوى سعادة المتعاملين.
وبصورة إجمالية، فإنه من المتوقع أن يوفر التحول الرقمي لبلدية دبي ما يزيد عن 62 ألف ساعة عمل شهرياً من خلال تبسيط العمليات. وفي المقابل، فإن ذلك سوف يؤدي إلى توفير التكلفة على كل من الحكومة والشركات مع تحسين جودة الحياة في مختلف أنحاء الإمارة. كما أن هذه المبادرة سوف تُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يؤكد التزام بلدية دبي بالاستدامة.
وجاءت قيادة هذا التحول مدفوعةً باعتماد نهج يركز على العملاء؛ حيث شارك أكثر من 150 جهة معنية في 180 ورشة عمل ودورة تدريبية تخصصية تناولت لتجربة وقياس مدى سهولة وقابلية استخدامه. ومن هذا المنطلق، فإن هذا المجهود المشترك يُثبت أن الخدمات التي أُعيد تصميمها هي سهلة الاستخدام وفعّالة وتتناسب مع تلبية متطلبات واحتياجات السكان والشركات والجهات الحكومية.
وفي هذا الإطار، أكدت المهندسة أسمهان عبداللطيف الزرعوني، مدير إدارة التحول الرقمي في بلدية دبي: “يمثّل هذا التحوّل الرقمي خطوةً أساسية في مسيرة بلدية دبي الهادفة إلى تعزيز رفاهية وسعادة سكان الإمارة، حيث نعمل على توفير الوقت والارتقاء بخدماتنا في مختلف القطاعات من خلال تحقيق الاستفادة القصوى من أحدث التقنيات. وتعدّ مشاركتنا في معرض جيتكس خير دليل على التزامنا في أن نكون رواداً في الابتكار والتميّز العالمي”.
بينما يستهدف نظام “ناقل” إحداث نقلة نوعية في طريقة إدارة مركبات الصرف الصحي في محطات معالجة مياه الصرف الصحي في منطقتي جبل علي وورسان، حيث يعمل النظام على أتمتة عملية دخول وخروج المركبات باستخدام تقنية تحديد الهوية بموجات الراديو، مما يضمن عمليات تشغيلية أسرع وأكثر كفاءة، ويحد من الحاجة إلى التدخل اليدوي.
وبالإضافة إلى ذلك، يشتمل نظام “ناقل” على منظومة لخصم النقاط بشكل فوري للمركبات التابعة للبلدية، مما يضمن انسيابيةً أكبر في عملية الدفع ويقلل من الجهد البشري. ومن أهم مزايا النظام برنامج تحليل مياه الصرف الصحي عبر الإنترنت، والذي يتيح إمكانية مراقبة جودة مياه الصرف الصحي في الوقت الفعلي، وهذا يضمن معالجة المياه وفقًا للمعايير البيئية والصناعية الصارمة، وبما يتماشى مع أهداف الاستدامة في دبي.
وقد أطلقت بلدية دبي منصة سحابية لإنترنت الأشياء في عام 2022، وذلك بعد اعتمادها من قِبل مركز دبي للأمن الإلكتروني. وتضم هذه المنصة مجموعة من الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء وأجهزة استشعار، والتي تتوزّع في أنحاء المدينة لمراقبة الخدمات الأساسية وإدارتها في الوقت الفعلي. ويقدم نظام إنترنت الأشياء التابع لبلدية دبي العديد من الفوائد الملموسة لمختلف مناطق المدينة، حيث يساهم هذا النظام في تقليل الانسدادات في منظومة الصرف الصحي، ويضمن توفير الصيانة الفورية لخزانات الصرف الصحي، ويستكشف حالات الخلل المحتملة في شبكة المياه، مما يمنع التسربات والتلف.
كما يعمل النظام على تعزيز الانسيابية في إدارة أسطول المركبات في المدينة لضمان سلاسة العمليات اليومية، في حين تعمل الرقابة في الوقت الفعلي لمحطات الضخ على المحافظة على الكفاءة التشغيلية للبنية التحتية الخاصة بشبكة المياه. وتعمل هذه الحلول مجتمعة على تحسين مستويات تقديم الخدمات والمساهمة في الكفاءة العامة لإدارة المدينة، كما تساعد هذه الحلول في تقليل الوقت الضائع، وتعزيز جودة الخدمة، والمساهمة في بناء مدينة أكثر استدامة وتركيزًا على المتعاملين.