أبوظبي ، 18 أكتوبر 2024- شهدت الفترة من 9 إلى 10 أكتوبر انعقاد الدورة الثامنة من أيام الطاقة الإماراتية -الفرنسية، التي نظمتها كل من وكالة بيزنس فرانس وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الإمارات، بالشراكة مع مجموعة أدنوك والشركات التابعة لها. وقد جمع هذا الحدث نخبة من قادة الصناعة الفرنسيين والإماراتيين لتبادل الخبرات والأفكار حول أحدث التطورات في قطاع الطاقة، مع التركيز بوجه خاص على دور الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تعزيز الكفاءة التشغيلية والسلامة، فضلاً عن سبل تعزيز الاستدامة البيئية، والجيل القادم من الابتكارات في مجال الطاقة.
هذا، وقد استقطبت نسخة هذا العام 19 شركة فرنسية رائدة، متخصصة في مجال إزالة الكربون وتقديم حلول مستدامة مدفوعة بالتحول الرقمي، بدءاً من الذكاء الاصطناعي إلى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وقد أتاحت هذه الدورة للشركات الفرنسية فرصة ثمينة للتواصل مع صناع القرار في قطاع الطاقة الإماراتي، وتبادل الخبرات والمعرفة، وبحث فرص التعاون المشترك في مجال التحول نحو الطاقة المستدامة.
وافتتح سعادة نيكولا نيمتشينو، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الإمارات، والسيد هزيم سلطان السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة “بروج”، فعاليات الحدث، معلنين بذلك انطلاق حوار مثمر حول مستقبل قطاع الطاقة في المنطقة في ظل التطور الرقمي المتسارع.
وقد سلط سعادة نيكولا نيمتشينو الضوء على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية، قائلا: “إن التعاون المتنامي بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة هو المفتاح لتلبية الاحتياجات الحالية وتعزيز الحلول المبتكرة التي تضع الأساس لمستقبل مستدام. إن خبرة الشركات الفرنسية ومعرفتها في مجال الطاقة تمثل قيمة مضافة للشراكة مع الإمارات، مما يجلب منافع متبادلة وواعدة للغاية.”
توفر أيام الطاقة الإماراتية-الفرنسية منصة فريدة لقادة صناعة الطاقة للمشاركة في مناقشات رفيعة المستوى واستكشاف أحدث الابتكارات في قطاع الطاقة. وقد تميزت جلسة “الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مجال الطاقة” بعروض تقديمية ثاقبة من قبل رواد ثورة قطاع الطاقة، حول الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الطاقة.
استعرضت شركة تكنيب إنرجيز كيفية استخدام التعلم الآلي والخوارزميات المتقدمة للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي بهدف تقليل استهلاك الطاقة في العمليات وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير. يعالج هذا النهج بشكل مباشر معضلة الطاقة الثلاثية: التوافر، الاستدامة، والتكلفة الميسورة.
وقدم متحدثون رئيسيون آخرون منصات رقمية شاملة تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحسين استهلاك الطاقة، وإدارة المياه، وتقليل النفايات في المنشآت. كما أبرزوا دور المستشعرات الذكية في تحويل البيانات لتقليل الأثر البيئي.
كما تم التأكيد على استخدام التوائم الرقمية كأداة قوية لمحاكاة وتوقع السلوكيات التشغيلية، مما يوفر رؤى قيمة ويدعم عمليات اتخاذ القرار.
وفي الوقت نفسه، سلطت جلسة حول موضوع “صافي الانبعاثات الصفرية واحتجاز الكربون” الضوء على الأدوات الأساسية التي تقلل من الأثر الكربوني لصناعة الطاقة، مشددةً على أهمية تقنيات احتجاز الكربون. ويتماشى هذا المجال الرئيسي مع جهود شركة أدنوك وشركائها الآخرين في الإمارات نحو “المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني في الإمارات بحلول عام 2050.”
من جانبه، أكد السيد هزيم سلطان السويدي على أهمية العمل المشترك من أجل تحقيق التحول الطاقي، قائلا: “تخلق التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي فرصا جديدة لمزيد من التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، وتوفر أيام الطاقة الإماراتية -الفرنسية منصة لتعزيز الشراكات الصناعية في هذه المجالات، لا سيما في قطاع الطاقة. ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون مع شركائنا لتطوير حلول جديدة ومبتكرة يمكن أن تساهم في خلق قيمة اقتصادية مستدامة وتمكين مستقبل منخفض الكربون”.
وقد ساهمت مشاركة شركاء رئيسيين بارزين مثل شركة إيباك فالسم في إثراء النقاشات، مما أكد مجدداً التزامهم بدعم ريادة الإمارات العربية المتحدة في مجال الحلول المستدامة للطاقة.
وشهدت جلسات الحدث مشاركة واسعة من قادة الصناعة الفرنسيين والإماراتيين، بما في ذلك شركات إير ليكويد، سي إم إيه سي جي إم، داسو سيستمز، إي دي إف، إينوفا، وتوتال إنرجيز، الذين ناقشوا أحدث التطورات في مجال الطاقة المستدامة والتقنيات المبتكرة.
تفتح استثمارات الإمارات البالغة 163 مليار دولار في الطاقة المتجددة والشراكة القوية والطويلة الأمد بين فرنسا والإمارات في قطاع الطاقة، آفاقًا واعدة للتعاون. تمثل أيام الطاقة الإماراتية -الفرنسية منصة مثالية لأصحاب المصلحة في القطاع للتواصل ومواجهة التحديات الملحة في مجال الطاقة واستكشاف فرص جديدة للتعاون. كما يساهم هذا الحدث ليس فقط في تعزيز الحوار، بل أيضًا في خلق فرص تجارية قيمة بين البلدين اللذين يلتزمان ببناء مستقبل أنظف وأكثر اخضرارا، متحدين برؤى مشتركة لتحقيق أهداف الاستدامة والانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون.