Home » “من نيس إلى أبوظبي”: جلسة لتعزيز العمل من أجل المحيطات

“من نيس إلى أبوظبي”: جلسة لتعزيز العمل من أجل المحيطات

by Elhadary

في ظل تنامي الاهتمام العالمي بقضايا المحيطات، شكّل منتدى “مسيرة المحيطات: من نيس إلى أبوظبي” محطة بارزة ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3)، المنعقد في مدينة نيس الفرنسية. وقد مثّل المنتدى منصة عالمية جمعت نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار، لرسم خارطة طريق جديدة تُعزز من صحة واستدامة النظم البحرية والساحلية.

يُعقد المنتدى في إطار شراكة استراتيجية بين هيئة البيئة – أبوظبي والجمهورية الفرنسية، وأشرفت على تنظيمه مبادرة “مينا أوشنز” التابعة لـ “جومبوك”، “، واستضافه مركز “لا بالين” للمعارض في مدينة نيس، وشهد المنتدى الإعلان الرسمي عن بيان نيس – أبوظبي، الذي يربط نتائج مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات 2025، بالمؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة الذي سيُعقد في أبوظبي، في أكتوبر 2025، ومؤتمر الأمم المتحدة للمياه المزمع إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2026.

وخلال هذا الحدث البارز، سلّم ريتشارد بريسيوس، رئيس سباق المحيطات، “عصا الطبيعة” إلى سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي ونائب الرئيس العالمي للهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، إذ تُعد هذه العصا رمزًا لمبادرة “ريلاي فور نيتشر” المشتركة بين بيتر تومسون وسباق المحيطات، والتي تسعى إلى منح المحيطات صوتًا بشأن القضايا الحاسمة ذات التأثير على كوكبنا ضمن المحافل الدولية المعنية باتخاذ قرارات بيئية حاسمة.

وسلط المنتدى الضوء على الحاجة الملحة لمواصلة الجهود الدولية لحماية المحيطات بما يتجاوز نطاق مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، وركز على ضرورة العمل لتعزيز صحة النُظم البيئية البحرية، ودعم الاقتصاد الأزرق، والتنسيق بين أجندات العمل على القضايا البيئية الحرجة.

وفي كلمة ألقتها سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، خلال الحدث أكدت على التزام دولة الإمارات الراسخ بالعمل الدولي المشترك قائلة: “نجتمع اليوم في نيس وسنلتقي قريبًا في أبوظبي، لنؤكد أن مستقبلنا مرهون بتكاتف الجهود لحماية محيطاتنا.. ونفخر في دولة الإمارات العربية المتحدة بدورنا الريادي في قيادة العمل البيئي العالمي من خلال شراكات دولية تعطي الأولوية لحماية البيئة البحرية والساحلية، وتُعزز من جسور التعاون بين مختلف المناطق حول العالم، وتدعم السياسات القائمة على العلم، بهدف وضع معايير التأثير المستدام، من أجل بناء نموذج تكون فيه صحة المحيطات ركيزة لمرونة المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

ومن جانبها، صرّحت سعادة باربرا بومبيلي، سفيرة فرنسا للبيئة، قائلة:
“منذ قمة المحيط الواحد في عام 2022، تؤكد فرنسا – بصفتها شريكًا في استضافة هذا المؤتمر – التزامها الثابت بحماية المحيطات، إدراكًا لدورها الرئيسي في العمل المناخي وصون التنوع البيولوجي. ويُجسّد بيان نيس – أبوظبي طموحًا مشتركًا نُعلنه معًا إلى العالم، بدعم من شريكنا الراسخ، الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة”.

وبدورها أكدت الدكتورة غريثيل أغيلار، المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: “بعد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث لحماية المحيطات (UNOC3)، أصبحنا مسؤولين عن الالتزامات التي تعهدنا بها في نيس. إذ أكدت مبادرة “تتابع المحيطات” أن أجندة المحيطات مستمرة، ويجب المضي قدمًا فيها من خلال التزام مستدام، وعمل موثوق قائم على العلم، وشراكات تعاونية بين مختلف القطاعات”.

وأضافت: “ومع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق هدف 30×30، تُعد الشراكات التي تُؤكد هذا البيان أساسية للحفاظ على طموحاتنا وتكثيف الجهود لحماية المحيطات. لقد كان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وفرنسا حليفين لعقود، ويسعدنا مواصلة العمل معًا لتعزيز الالتزامات التي وُضعت هنا وترجمتها إلى مسارات منسقة نحو التغيير الجذري، ونحن نتطلع إلى مؤتمر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في أبوظبي وما بعده”.

وتضمنت فعاليات المنتدى حلقة نقاشية تناولت الجهود التحويلية والفرص المتاحة للتعاون الدولي التي من شأنها أن تغير مسار العمل في الحفاظ على المحيطات بينما نتجاوز نقطة المنتصف من عقد الأمم المتحدة للمحيطات (2021-2030).

وأكدت تاتيانا أنتونيلي أبيلا، المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة “جومبوك”، ورئيسة مبادرة محيطات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أهمية التعاون المتواصل لتحقيق تقدم مستدام قائلة: “ أسهمت مسيرة المحيطات، مدعومةً بنتائج مؤتمر نيس، في إرساء أسس أجندة مترابطة تجمع بين العلم والسياسات والتطبيق العملي. وبينما نتطلع إلى أبوظبي وما بعدها، فإن بناء مسارات تعاونية فعالة يمثل ضرورة قصوى لدفع الزخم وتحويل الطموحات إلى تقدم ملموس في صحة المحيطات ومرونة السواحل”.

ونتج عن المنتدى مجموعة من المخرجات الرئيسية التي تُقر عدة التزامات شملت دمج أولويات الحفاظ على المحيطات والمياه عبر المحافل العالمية الرئيسية وضمن السياسات البيئية الشاملة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وحشد الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية لتسريع التقدم والتعاون نحو تحقيق الهدف 14 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدام(SDG14) ، بالإضافة إلى دفع عجلة المبادرات وتعزيز الشراكات، وتقديم حلول عملية للإدارة المستدامة للموارد البحرية. وختامًا، يُرسي المسار الممتد من نيس إلى أبوظبي، عبر “مبادرة المحيط” والالتزامات المصاحبة لها، أطر عمل طموحة وقابلة للتنفيذ، بما يُسهم في حماية الكوكب وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

You may also like