حث تقرير العمل المناخي الذي تم إصداره بالتعاون بين المنتدى الاقتصادي العالمي وشركة (Bain & Company) ، الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إدراك أن التحول إلى الاستدامة يمكن أن يفتح فرصاً فريدة مع تقليل المخاطر.
تناول التقرير التحديات التي يفرضها تغير المناخ على الطبيعة والاقتصادات والشركات في المنطقة، وقدم العديد من التوصيات التي شملت الدعوة إلى اعتماد أهداف قائمة على العلم، وتعزيز إزالة الكربون، والتأكيد على الحاجة إلى التخطيط المرن، وتشجيع تعبئة الموارد المالية المستدامة
كما حث التقرير صناع السياسات على اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال وضع لوائح واضحة للعمل المناخي، وتسهيل الوصول إلى التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة، وكذلك توسيع نطاق توافر حلول التمويل المستدامة، وتعزيز الوصول إلى التعليم لرعاية المواهب التي يمكن أن تساهم في جهود العمل المناخي.
ووفقا للتقرير، فإن هذه الإجراءات لديها القدرة على تعزيز التنويع الاقتصادي، وزيادة الصادرات، وخلق فرص العمل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتطرق أكرم العلمي، الشريك ورئيس قسم الطيران والمرافق وممارسات الاستدامة والمسؤولية في منطقة الشرق الأوسط في شركة (Bain & Company) ، إلى أهمية وجود المزيد من الطموح في الالتزامات المناخية، لا سيما بين كبار المسؤولين عن الانبعاثات الضارة والشركات التي تتخلف عن نظيراتها العالمية.
وشدد أيضاً على الحاجة الملحة لرفع مستوى وعي المستهلك، داعياً إلى العمل الجماعي لتأمين مستقبل عادل ومزدهر للمنطقة والعالم، منوهاً إلى أهمية المبادرات الجريئة في تشكيل مستقبل مستدام، مؤكدا على الأدوار الحاسمة لصانعي السياسات والشركات والمنصات التعاونية.
وسلط مارون كيروز، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، الضوء على المكونات المحورية للعمل المناخي التي تشمل وجود اللوائح الواضحة، والحصول على التمويل، والتكنولوجيا، والتدريب، وشدد على أهمية اعتماد أهداف قائمة على العلم، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
ولفت رجا عطوي، الشريك لدى شركة (Bain & Company) الشرق الأوسط، الانتباه إلى ضرورة اتخاذ تدابير مستهدفة في قطاعات الانبعاثات الرئيسية، بما في ذلك المرافق والصناعات الثقيلة والنفط والغاز والنقل، على أن تشمل هذه التدابير تحسين الكفاءة، واستخدام الطاقة المتجددة، واعتماد التكنولوجيات المتطورة مثل احتجاز وتخزين الكربون والهيدروجين النظيف، بالإضافة إلى رفع وعي المستهلك، والتعاون بين الحكومات.
تشير عدة تقارير أنه من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعاً في درجات الحرارة بحوالي ضعفي المعدل العالمي، مما يؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه الشركات في التخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الضارة.