Home » محمد القرقاوي:17 ترليون دولار تكلفة النزاعات في عام، و 50% من النمو العالمي من الصين والهند

محمد القرقاوي:17 ترليون دولار تكلفة النزاعات في عام، و 50% من النمو العالمي من الصين والهند

by Elhadary

أكد وزير شؤون مجلس الوزراء بالإمارات، ورئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد بن عبدالله القرقاوي، أن تكلفة النزاعات والصراعات والعنف حول العالم في عام واحد فقط بلغت 17 مليون دولار، مما يمثّل حوالي 6 دولارات يومياً عن كل شخص على هذا الكوكب، وهو مبلغ كان يمكن استثماره في البناء والتعليم والصحة. .

وأضاف خلال كلمته في افتتاحية القمة العالمية للحكومات، المنعقدة في دبي اليوم: ” هذه الحروب والنزاعات نتيجة مباشرة لفكر الكراهية، والمشاعر السلبية تجاه الآخر، تؤججها فوضى إعلامية، ويشعلها الخوف من المستقبل، وتوقع الأسوأ، وفي المقابل، يمكن أن يغطي نحو 6٪ من هذا الرقم تكلفة أهم التحديات التي تواجهها الإنسانية في عام واحد”.

وتابع أن 50% من النمو العالمي يأتي من الصين والهند فقط، حيث ستشكّل هاتان الدولتان مستقبل النمو الاقتصادي العالمي، ما يؤشر على أن بوصلة الاقتصاد العالمية تتجه شرقاً، كما ستسهم بقية منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تصل إلى 25٪ من النمو العالمي، أي أن أكثر من 70% من النمو الاقتصادي العالمي سيأتي من الشرق.

ودعا القرقاوي المشاركين في القمة إلى عدم النظر فقط إلى الواقع الصعب الذي يعيشه العالم، مضيفاً أن أعين الجميع لابد أن تظل على المستقبل الأفضل والأجمل الذي يمكن أن نتركه للأجيال القادمة.

وأضاف: “نحن هنا اليوم في قمة تجمع أهم 85 منظمة دولية، و120 حكومة، وأكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، و700 من رؤساء كبرى الشركات العالمية، وأكثر من 4000 من المتخصصين والمسؤولين، بإمكاننا رغم كل ما يدور حولنا من أحداث، أن نلعب دوراً مهماً في تغيير نظرة العالم للكثير من القضايا والتحديات، و أن نركّز نظرتنا وطاقاتنا على ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا”.

واستعرض 4 مؤشرات على حجم الإيجابيات الكبيرة التي يعيشها عالمنا اليوم، وأولها تضاعف عمر الإنسان والصحة، حيث تضاعف عمر الإنسان في آخر 200 عام، وتمكّن  العالم من إيجاد علاجات مبتكرة لأمراض عانت البشرية منها لقرون، ومن الممكن اليوم من خلال فحص دم واحد الكشف عن 50 نوع من السرطانات والأورام.

وثقال إن ثاني هذه المؤشرات تراجع الفقر بشكل مستمر، فرغم التحليلات الاقتصادية المتشائمة التي نسمعها، تقلّص عدد الدول الفقيرة إلى النصف خلال 20 عاماً فقط، وتم تقليص معدلات الفقر  بنسبة 50% في 25 دولة أخرى.

وأشار إلى أن ثالث هذه المؤشرات أننا نعيش في عالم يشهد أكبر طفرة معرفية، مضيفاً: ” نشهد اليوم نشر 120,000 كتاب جديد في العالم كل شهر، ونكتب 6 ملايين مقالة على المدونات يومياً، تم محو الأمية في 86% من البشر وسجل العالم 33 مليون براءة اختراع خلال عقد واحد من الزمن. وأصبح التعليم عابراً للقارات والأعمار والأزمان”.

وحول المؤشر الرابع، قال: “نحن نعيش في عالم أكثر ترابطاً وسهولة في العيش والتنقّل والسفر، الجسور الاقتصادية بين الدول خفضت تكاليف المعيشة وأوجدت مئات الملايين من الوظائف الجديدة، وربطت ملايين البشر ببعضهم البعض، وهناك حوالي 100,000 رحلة جوية يومياً تنقل الأفراد والبضائع والأفكار، وبلغ حجم القطاع اللوجستي عالمياً حوالي 8 تريليونات دولار”.

 وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، قال إن قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم تضاعفت بمقدار ألف مرة خلال عام واحد فقط، مضيفاً: “نحتاج كبشر ملايين السنين للاطلاع على هذا الكم من المعلومات، ويمتلك نظام “بارد” سرعة معالجة تفوق الدماغ البشري أكثر من 100 ألف مرة، وعلى هذه الوتيرة تتنبأ الدراسات بأن الذكاء الاصطناعي سوف يتولى 70% من المهام في مختلف القطاعات، وستفوق إنتاجيتنا كجنس بشري كل ما كنا نتخيله باستخدام هذه التقنية، وبالرغم من ما يمكن أن يضيفه الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التقنية.. هي سلاحٌ ذو حدّين، حيث سيكون “التضليل الإعلامي” وانتشار المعلومات المضللة والمغلوطة أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية”.

 وتحدث القرقاوي عن التحولات الواضحة في التجارة الدولية وما تنذر به من تراجع للعولمة والقائمة الطويلة من التكاليف والمخاطر لهذا الأمر، حيث يقدر صندوق النقد الدولي أن تصل هذه التكاليف إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، ويشمل ذلك ارتفاع معدلات التضخم ونقص العمالة، وعودة قيود الحماية واضطراب سلاسل التوريد العالمية، وتصدع النظام المالي العالمي.

وأضاف : “نشهد اليوم موجة معاكسة تسعى للحمائية والانكفاء على الذات، وتفاقم حدة التفتيت الاقتصادي، فخلال العام 2022 وحده تم فرض حوالي 3,000 إجراء لتقييد التجارة حول العالم، أي ما يقرب ثلاثة أضعاف العدد الذي تم فرضه في العام 2019، ونشهد منافسة أكثر حدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار والعملات، والتركيز المتزايد على الداخل في ظل صعود الشعبوية”.

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena