اختتمت القمة العالمية للحكومات جلساتها اليوم، بإعلان مجموعة واسعة من الشراكات المختلفة التي ستدعم الحكومات وتعزز عملها في القطاعات المختلفة.
وانعقدت فعاليات القمة في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، واستمرت أعمالها من 12 إلى 14 فبراير الحالي، واستضافت أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، وقادة أكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية، و140 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وعلماء فائزين بجائزة نوبل، كما بحثت القمة التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، تحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
إطلاق منظونة بيانات الطاقة والبنية التحتية
كشفت وزارة الطاقة والبنية التحتية عن إطلاق منظومة البيانات الضخمة للطاقة والبنية التحتية، ومشروع بناء منصة التوأمة الرقمية ثلاثية الأبعاد للطاقة والبنية التحتية، واللتين تستهدفان إنشاء منصة بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص من أجل تعزيز جودة الحياة والتنمية المستدامة.
وتهدف المنظومة إلى تحليل واستغلال البيانات الضخمة لتحسين التخطيط والإدارة والاستدامة في مجالي الطاقة والبنية التحتية، الأمر الذي يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز ريادة الدولة ضمن مؤشرات التنافسية العالمية.
إطلاق شراكات على مستوى الحكومات
وتميز اليوم الأخير من القمة بالإعلان عن إطلاق شراكات عديدة، منها حكومة دولة الإمارات شراكة جديدة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتبادل المعرفة الحكومية وبناء القدرات، والتعاون في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وقاال أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة دولة الإمارات تهدف إلى فتح آفاق جديدة من خلال توظيف الإمكانات الهائلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
في الوقت نفسه، أعلنت حكومة دولة الإمارات، عن توقيع شراكات دولية جديدة، ضمن برنامج التبادل المعرفي الحكومي، شملت 4 دول في قارتي أفريقيا وآسيا، هي كل من؛ أوغندا ومنغوليا وسلطنة بروناي دار السلام ومدغشقر، وذلك لتعزيز التعاون في مجال الحوكمة، والتطوير والتحديث الحكومي، وتبادل التجارب الناجحة.
أيضاً، بحثت الإمارات مع الهند وبنغلاديش تطوير العلاقات الثنائية في مجالات سوق العمل، حيث التقى معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، كلاً من معالي شفيقر رحمن تشاودري، وزير دولة لرعاية المغتربين والتوظيف الخارجي في جمهورية بنغلاديش الشعبية، وسعادة موكتيش بارديشي، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الهندية، على هامش اللقاء التشاوري الوزاري السابع لدول “حوار أبوظبي” الذي عقد أعماله في دبي ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024.
وناقش اللقاءان العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجالات انتقال القوى العاملة وتطوير وإعداد المهارات، واعتماد الآليات والوسائل التكنولوجية لتعزيز العلاقات الراسخة في مجالات سوق العمل بين الطرفين، لا سيما وأن الهند وبنغلاديش تعتبران من أبرز الدول المرسلة للعمالة، بينما تعتبر دولة الإمارات من أبرز الدول المستقبلة لها.
وفي السياق ذاته، دعا منتدى تبادل الخبرات الحكومية، الذي انعقد على هامش القمة العالمية للحكومات، إلى تعزيز الشراكات والارتقاء بالأداء الحكومي المتميز بين دول العالم.
وقالت معالي الدكتورة هالة السعيد خلال كلمتها بالمنتدى، إن الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية المتتالية والمتداخلة خلال الفترة الأخيرة وما تفرضه من تحديات اقتصادية واجتماعية تقتضي دعم التعاون الدولي بهدف تعظيم كفاءة الحكومات وزيادة قدرة الاقتصادات على الصمود في مواجهة الأزمات .
شراكات على المستوى القطاع الخاص
في السياق ذاته، تم الإعلان عن شراكات أخرى بين بعض الوزارات ومؤسسات القطاع الخاص، خلال اليوم الأخير من قمة الحكومات، ومنها شراكة مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد”، مع ”شركة الإمارات العالمية للألمنيوم”، للتعاون في تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في الإمارات، أن رقمنة القطاعات الحيوية وتوظيف حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير مجالات العمل، من الركائز الأساسية لتوجهات حكومة دولة الإمارات المستقبلية، وسعيها لتحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وعلى رأسها تسريع وتيرة التحوّل الرقمي، وتحفيز قطاع الصناعة الإماراتي نحو مزيد من التطوير المعزز بالتكنولوجيا المتقدمة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة الذكاء الاصطناعي “AI71″، التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة والمتخصِّصة في إدارة البيانات الحيوية وشركة “فينتشر ون”.
وتهدف الشراكة الاستراتيجية إلى تبني ودمج تقنية الذكاء الاصطناعي التحويلية التي طورتها شركة AI71 من خلال النموذج اللغوي الموسع (RAZI71) في البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارات، وبدعم من نماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة (فالكون)، وهي سلسلة نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر المصممة والمطوّرة في دولة الإمارات، ومن المتوقع أن تُحدث تقنية (RAZI71) نقلة نوعية في مجال تقديم الرعاية الصحية، حيث ستوفر حلولاً متقدمة للرعاية تهدف إلى تحسين نتائج العلاج وتعزيز الكفاءات العملية للمتخصصين في القطاع الصحي.
وبالأمس، وخلال اليوم الثاني من المؤتمر، وقععت بلدية دبي، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “موئل الأمم المتحدة” (UN-Habitat)، اتفاقية تعاون بخصوص مشروع “الذكاء الاصطناعي في دبي، بعنوان “الذكاء العمراني الرائد الذي يعمل من أجل مستقبل شامل ومستدام”، بما يدعم تحقيق الأهداف المشتركة في إنشاء بيئة لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التنمية العمرانية المستدامة.
إطلاق تقارير بحثية
شهدت القمة أيضاً إطلاق العديد من التقارير لبحثية التي ترصد قضايا مختلفة تهم الحكومات، مثل تقرير “حالة تعليم علوم الحاسوب وتقنية المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات”، الذي وجد أن 96% من أولياء الأمور يعتقدون أن علوم الحاسوب تعزز الإبداع ومهارات حل المشكلات والتفكير المنظم، في حين يعتقد 88% من الجمهور في الدولة أن علوم الحاسوب توفر فرص العمل وتعزز المساواة فيها.
كما شهدت القمة إطلاق تقرير “خطوات الريادة في مجال الاستدامة” بالتعاون مع “بين آند كومباني”، الشركة الاستشارية العالمية، والذي سلط الضوء على التحديات الرئيسية وأفضل الممارسات لتحقيق الريادة في الاستدامة.
أيضاً، أصدرت القمة العالمية للحكومات اليوم، : أصدرت القمة العالمية للحكومات تقريراً بالتعاون مع شركة إرنست ويونغ (EY) بعنوان: “تعزيز الثقة من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والحفاظ عليها”، والذي يسلط الضوء على المبادئ الأساسية التي يمكن للحكومة اعتمادها لتحفيز نموها الاقتصادي وتعزيز قدراتها المالية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والحفاظ عليها.
ويلخص التقرير المبادئ الأساسية الثلاثة التي ترسم المسار نحو الخصخصة الناجحة، وهي الحوكمة المؤسسية، والتقارير المالية الشفافة والصحيحة، والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة القوية،.
الذكاء الاصطناعي يستحوذ على اهتمام الحكومات
واستمرت قضية الذكاء الاصطناعي في الاستحواذ على أجندة مناقشات القمة لليوم الأخير، وبالتوازي، أصدرت القمة بالتعاون مع “أكسنتشر” المدرجة في بورصة نيويورك، تقريراً جديداً لأهم استراتيجيات استخدام الجهات الحكومية للذكاء الاصطناعي التوليدي بصورة أخلاقية ومسؤولة وفعّالة.
وجاء إطلاق التقرير تحت عنوان “كيف يمكن للجهات الحكومية تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي عالية التأثير بشكل مسؤول؟”، ليقدم مجموعة توصيات استراتيجية لتخطي مجموعة من التحديات التي تواجه دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخدمات الحكومية، كما يبحث التقرير القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويبرز قدرته في إعادة تعريف التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي وإحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي.