خلال فعالية إعلامية أُقيمت على متن سفينة الأبحاث المتقدمة “OceanXplorer”، نظّمت “أوشن كويست” بالتعاون مع “أوشن إكس” جولة حصرية للضيوف وممثلي وسائل الإعلام. هدفت هذه الجولة التفاعلية إلى تسليط الضوء على مهمة المنظمة في تعزيز استكشاف أعماق المحيطات وتعزيز التعاون العلمي الدولي، وقد أتاحت للمشاركين فرصة قريبة للاطلاع على أحدث التقنيات والمنشآت البحثية المستخدمة في كشف أسرار أعماق البحار.
خلال الجولة، أتيحت للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف المختبرات عالية التقنية، والمركبات الذاتية تحت الماء، والأنظمة التي يتم تشغيلها عن بُعد – وهي جميعها عناصر أساسية تدعم بعثات “أوشن كويست” العلمية. وقد استعرض الدكتور مارتن فيسبيك، الرئيس التنفيذي لـ”أوشن كويست”، أبرز المشروعات ورؤية المنظمة طويلة المدى.
وقال الدكتور فيسبيك:”منذ تأسيسنا في عام 2021، ركّزنا على استكشاف أعماق المحيطات – وهي رؤية تتماشى مع تطلعات المملكة العربية السعودية. هدفنا هو توسيع حدود المعرفة باستمرار وجعل عجائب المحيطات العميقة في متناول من يقدّرونها.”
النطاق الجغرافي للعمليات العالمية: أربع مناطق استراتيجية في المحيطات
وأوضح الدكتور فيسبيك أن “أوشن كويست” تركز عملياتها في أربع مناطق محيطية رئيسية تُعد ذات أهمية استراتيجية:
- البحر الأحمر: منطقة ذات أهمية قصوى للمملكة العربية السعودية، إلا أن التحديات الأمنية الأخيرة بالقرب من اليمن أدّت إلى تأجيل بعض المهمات، مما استلزم تغيير المسار حول إفريقيا.
- المحيط الهندي: تم تحديده كمنطقة غنية بالتنوع البيولوجي، ويُعتبر جبهة واعدة لاكتشاف أنواع بحرية جديدة.
- جنوب المحيط الأطلسي: خاصة المناطق الواقعة جنوب جزر الأزور، حيث تشكّل سلاسل الجبال البحرية مختبرات طبيعية للأبحاث البيئية.
- جنوب غرب المحيط الهادئ: يشتهر بنُظمه البيئية الفريدة، ويجذب اهتمامًا علميًا متزايدًا.
وأشار إلى أن أول مهمة ميدانية في البحر الأحمر متوقعة في ربيع عام 2026، مع احتمالية استخدام السفينة الحالية أو الانطلاق من منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس تفاؤل الفريق رغم التحديات الجيوسياسية واللوجستية القائمة.
الشراكات الدولية: بناء شبكة علمية عالمية
أكد الدكتور فيسبيك أن نموذج عمل “أوشن كويست” قائم بشكل جوهري على التعاون الدولي، حيث تم تأسيس شراكات استراتيجية مع مؤسسات بحثية رائدة حول العالم.
وأوضح قائلًا:”نتعاون مع شركاء عالميين – من البرازيل، حيث ستُركّز المهام المشتركة على سلسلة جبال فيتوريا-ترينداد البحرية في جنوب الأطلسي الغني بالتنوع البيولوجي، إلى جنوب إفريقيا. كما نتعاون مع معهد GEOMAR الألماني في مشاريع مماثلة.”
وأضاف أن هذه الشراكات ضرورية لتمكين الدول التي تفتقر إلى سفن أبحاث مجهّزة بالكامل من الوصول إلى أحدث الأدوات والخبرات التشغيلية، مما يساهم في تعزيز التقدم العلمي والتعاون في جهود حماية البيئة البحرية.
واختتم الدكتور فيسبيك حديثه قائلاً:”استكشاف أعماق البحار لا يقتصر على جمع البيانات العلمية فحسب، بل يتعلق بدفع حدود الابتكار التكنولوجي وبناء جسور بين المجتمعات العلمية العالمية. نحن ملتزمون بممارسات البيانات المفتوحة، مما يضمن إتاحة نتائجنا للجميع، وبالتالي تعزيز الكفاءة العلمية والمساهمة في الحفاظ على بيئتنا البحرية.”
وأكد في ختام كلمته أن المهمة الأساسية لـ”أوشن كويست” تتمثل في إنشاء منصة علمية مستدامة تقوم على التعاون الدولي والابتكار المتقدم، من أجل كشف أسرار أعماق المحيطات بشكل تدريجي على مدى العقود القادمة.