Home » أمل الشاذلي: الاستثمار في المباني المستدامة يسرع عمليات إزالة الكربون

أمل الشاذلي: الاستثمار في المباني المستدامة يسرع عمليات إزالة الكربون

by Elhadary

في مقابلة خاصة مع ESG MENA، استعرضت أمل شادلي، رئيسة شنايدر إلكتريك لدول الخليج، تفاصيل افتتاح المقر الجديد للشركة في دبي، المعروف باسم “ذا نيست”. لا يقتصر دور هذا المقر على كونه مساحة عمل، بل يُعد نموذجًا متقدمًا للمباني الذكية والمستدامة في المنطقة.

ويُعتبر “ذا نيست” أول مبنى من نوعه في الشرق الأوسط ضمن برنامج “مباني التأثير” التابع لشنايدر إلكتريك على مستوى العالم، حيث يدمج بين أحدث التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والتوأم الرقمي، ويعكس التزام الشركة بدعم الاستدامة والابتكار.

يتماشى هذا المشروع مع المبادرات الوطنية في الإمارات مثل استراتيجية الحياد المناخي 2050، ويهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي وبناء قدرات الجيل القادم من قادة الاستدامة.

السؤال الأول: هل يمكنك إفادتنا بالمزيد حول هذا المبنى وأهميته من ناحية البيئة والتأثير الاجتماعي والتكنولوجيا وغيرها؟ لماذا اخترتم دبي ودولة الإمارات والشرق الأوسط؟

افتتحنا مؤخراً مبنانا الجديد “ذا نست” في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يوفر بيئة عمل ذكية ومستدامة لأكثر من 1000 موظف على مساحة 10000 متر مربع، ويضم أول مركز ابتكار عالمي لشركة “شنايدر إلكتريك” في دبي، وهو الأول من نوعه ضمن البرنامج العالمي للمباني المؤثرة Impact من “شنايدر إلكتريك”.

ومبنى شنايدر إلكتريك الجديد “ذا نست” ليس مكان عمل فقط، بل هو ركيزة استراتيجية لنموذج “شنايدر إلكتريك” المرن والمبتكر الذي يجمع بين العالمي والمحلي، ويدعم ترسيخ الابتكار العالمي في الأسواق المحلية.

وقد تم تصميم “ذا نست” كمبنى ذكي موفر للطاقة. وهو يتبنى أحدث تقنيات شنايدر إلكتريك ويدمجها معاً بشكل متكامل، ومنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وأنظمة التوأمة الرقمية. وتتيح هذه الابتكارات في المبنى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 37% وتجنّب نحو 572 طناً مترياً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل سنوي.

وبالإضافة إلى الأداء المستدام على المستوى البيئي، تم تصميم مبنى “ذا نست” لتعزيز التعاون والابتكار، والارتقاء برفاه الموظفين، حيث يوفر بيئة محفزة للإبداع والتعاون المشترك والتعلم ومشاركة المعرفة.

وجاء اختيار دبي كمقر لهذا المكتب، نظرًا لمكانتها الرائدة إقليمياً في مجالات التحوّل الرقمي والعمل من أجل الاستدامة، خاصة مع توافق رؤية “شنايدر إلكتريك” لتصميم مستقبل رقمي أكثر استدامة مع المبادرات الهادفة المحلية مثل استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 وأجندة دبي الاقتصادية (D33).

ونشير هنا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلتزم بالحياد الكربوني من خلال المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في دولة الإمارات بحلول 2050.

وعبر تدشين المبنى الجديد “ذات نست” في دبي، تعزز “شنايدر إلكتريك” كذلك قدرتها على التعاون بشكل أوسع مع الحكومات والشركاء والعملاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، كمنطقة بالغة الأهمية في تشكيل نتائج الاستدامة العالمية.

ويضم المبنى الجديد لـ “شنايدر إلكتريك” مركزاً عالمياً للابتكار، وهو مساحة عمل إبداعية وغامرة يمكن فيها للعملاء والشركاء والمواهب الشابة التفاعل مع العروض التوضيحية المباشرة لحلول التوأمة الرقمية للمباني، وابتكارات مراكز البيانات، ومركز العمليات الموحدة لدينا “أفيفا” AVEVA. ويعرّف المركز زوارنا على كيفية عمل تقنيات شنايدر إلكتريك وعلى التحولات النوعية التي تحدثها في الصناعات والبنية التحتية والمباني والمنازل. كما نهدف في مبنانا الجديد إلى المساهمة الفاعلة في تسريع بناء القدرات المحلية، وإعداد الجيل القادم من قادة الاستدامة، ودعم الأهداف والاستراتيجيات في دولة الإمارات.

وتماشياً مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات بشأن التعليم والابتكار والاستدامة، أعلنت شنايدر إلكتريك عن مبادرة تعليمية للاستدامة بقيمة 100 مليون درهم إماراتي. وسيتم تنفيذ المبادرة، التي تمتد لخمس سنوات، على مراحل عدة، لضمان تطويرها باستمرار بما يتماشى مع الاحتياجات المتغيرة للطلاب والمتعلمين ومنظومة القطاعات التي تدعمها بشكل عام. وتم تصميم هذه المبادرة لدعم سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لمواكبة التوجهات العالمية وإعداد كوادر جاهزة للمستقبل.

السؤال الثاني: كيف ستبرزون إنجازاتكم لعملائكم ومجتمع الأعمال من ناحية الاستدامة والتأثير الاجتماعي والتقنيات، وسط مساعٍ لتطوير مبانٍ صديقة للبيئة عالمياً وإقليمياً؟

يشكّل المبنى الجديد “ذا نست” نموذجاً حياً وتجسيداً عملياً واستراتيجياً للحلول المستدامة وتطويرها وتوسيع نطاقاتها بالتعاون والتنسيق مع العملاء والشركاء ومجتمع الأعمال. والمبنى الذكي مصمم لتعزيز الجيل الجديد من حلول الاستدامة في مختلف الصناعات والبنية التحتية والمباني والمنازل.

ويعمل “ذات نست” بنظام إدارة ذكي للمباني؛ يراقب انبعاثات الكربون داخله، ويستفيد من ضوء النهار لخفض استهلاك الطاقة، ويضبط جودة الهواء على مدار الساعة بناءً على بيانات الإشغال والبيانات البيئية، لضمان مناخ أفضل لسلامة الموظفين ورفاههم.

وكما أشرنا، يتوقع من نظام إدارة مبنى “ذا نست” خفض استهلاك الطاقة بنسبة 37% مقارنةً بالموقع السابق، وتوفير نحو 572 طناً مترياً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل الطاقة الكهربائية التي يستهلكها حوالي 77 منزلاً في عام كامل.

ومن مبنانا الجديد في دبي، نقدم في شنايدر إلكتريك للعملاء والشركاء نموذجاً لمساحات العمل والابتكار الذكية التي نمكّنها بتقنياتنا المتقدمة وبرامجنا الذكية المخصصة. وسنواصل عبر برنامجنا العالمي للمباني المؤثرة (Impact) تطبيق هذا النموذج في مواقع جديدة إضافية، وإعادة تأهيل المباني القائمة باستخدامه خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة، كمثال حي للمباني المستقبلية.

كما نستخدم هذه المساحة أيضاً كمنصة تعليمية من خلال مركز التدريب الخاص بنا في الموقع، حيث نُمكّن شركاءنا وأصحاب المصلحة بالأدوات والمعارف اللازمة لتبني هذه الحلول وتوسيع نطاقها لديهم.

السؤال الثالث: هل ستعقدون شراكات لمحاكاة هذا الصرح بمبانٍ مماثلة في المنطقة وخارجها؟ ماذا يمكنك إخبارنا حول ذلك؟

نؤمن في “شنايدر إلكتريك” بأهمية الشراكات الاستراتيجية لتسريع التقدم نحو أهداف تصفير الانبعاثات، وبدور التعاون كحافز ممكّن لتوسيع نطاق الابتكار ومضاعفة أثره في بيئات العمل والعمران.

وبما أن المباني مسؤولة عن نحو 37% من انبعاثات الكربون عالمياً، فهي أيضاً من أفضل مساحات التحسين التي يُمكننا الاستثمار فيها لتسريع عمليات إزالة الكربون. وليس هذا تحدياً من وجهة نظرنا، بل فرصةٌ نوعية لتسريع التقدم في هذا المجال من خلال جعل المباني أكثر كفاءةً في استخدام الطاقة، وأكثر اتصالاً وقابليةً للتكيف.

ويمكن أن تكون التقنيات الرقمية مُسرّعاً مهماً لتعزيز الكفاءة في المباني. وبحسب دراسة أجراها معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لنا، يُمكن للتقنيات الذكية توفير ما يصل إلى 50% من الطاقة (في المباني التجارية وحدها). كما تُقدر وكالة الطاقة الدولية أن يوفر تبنّي التقنيات الرقمية عالمياً ما يصل إلى 10% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2040.

وفي المنطقة، نشهد طلباً متنامياً على حلول تقليل الانبعاثات، وإدارة الطاقة بشكل أفضل، مع الحفاظ على القيمة طويلة الأجل.

لهذا السبب، أنشأنا مركزاً عالمياً للابتكار هنا في دبي، سيتيح لشركائنا تجربة تقنيات الإدارة الآنية للمباني والطاقة، بما في ذلك التوائم الرقمية ،وإدارة المباني الذكية، ومراقبة الطاقة، والتحليلات التنبؤية، مما يُمكّنهم من تصميم هذه الحلول بما يتناسب مع خططهم ومساراتهم لخفض الكربون.

هذا المركز يقدم رؤى عملية حول كيفية تكامل كفاءة الطاقة والرقمنة والأنظمة الذكية ودمجها بسلاسة في البنى التحتية الجديدة والقائمة.

ونتطلع إلى أن يسهم مركزنا في تحفيز المزيد من التعاون، واختبار المزيد من المشاريع السبّاقة، والتمهيد لجيل جديد من المباني المستدامة في مختلف أنحاء المنطقة.

You may also like