أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي عن نتائج تعاونها البحثي مع جامعة السوربون أبوظبي، لدراسة سلوك السكان في إدارة النفايات المنزلية، ضمن حملة توعوية شاملة تعتزم الهيئة اطلاقها وتهدف إلى تقليل النفايات، وتعزيز الممارسات البيئية الإيجابية.
يشكّل هذا البحث، الذي يحمل عنوان “رؤى اجتماعية حول النفايات المنزلية في أبوظبي: صياغة توجيهات سلوكية فعّالة” المرحلة الأولى من حملة توعوية تستعد الهيئة لإطلاقها، والتي تهدف إلى تقليل إنتاج النفايات المنزلية وزيادة معدل إعادة التدوير في المنازل، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية في إدارة النفايات. وتم اجراء البحث بتعاون مشترك بين فرق الخبراء من هيئة البيئة -أبوظبي وجامعة السوربون أبوظبي.
تضمن البحث مراجعة شاملة لأبرز استراتيجيات إدارة النفايات الناجحة على مستوى العالم، إلى جانب تنفيذ دراسة اجتماعية معمقة واسعة النطاق. وشملت الدراسة المجتمعية أكثر من 1000 شخص من مختلف الفئات السكانية في أبوظبي، واعتمدت على البحث النوعي من خلال مجموعة تركيز ضمت 59 مشاركاً من 20 جنسية، منهم نساء، وناشطات في مجال البيئة، وبعض عاملات المنازل، وأثمرت الدراسة عن تطوير خريطة تفاعلية شاملة لـ 1500 موقع لإعادة التدوير مصنفة حسب 10 أنواع من النفايات في جميع أنحاء الإمارة.
وتعليقاً على ذلك، قال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: “يُمثل التعاون البحثي بين هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة السوربون – أبوظبي خطوةً محورية نحو تعزيز مكانة الإمارة في إدارة النفايات والاستدامة. وبصفتها عضواً في شبكة أبوظبي للأبحاث البيئية (ADERN)، أجرت جامعة السوربون أبوظبي دراسة معمقة لفهم سلوكيات المجتمع المتعلقة بالنفايات المنزلية. تهدف هذه الدراسة، المستندة إلى التحليل العلمي والمنطقي، إلى دعم رؤية الحكومة وتطلعاتها في إشراك كافة شرائح المجتمع.”
وأضاف باهارون: “إن الاعتماد على البيانات والأسس العلمية سيضمن تصميم النسخة الثانية من حملة “معاً نحو الصفر” بما يتوافق مع الثقافة المحلية، مما سيمكن هيئة البيئة – أبوظبي من اتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة، وبالتالي تحقيق تأثير مستدام في إدارة النفايات بالإمارة.”
وكشفت النتائج الرئيسية للبحث عن مستويات عالية من الوعي البيئي، حيث اتخذ 64% من المشاركين خطوات إيجابية للحد من التأثير البيئي خلال العام الماضي، بفعل دوافع عملية مثل الفوائد الصحية وسهولة الوصول، وعلى رأسها الحد من استخدام البلاستيك وفرز النفايات، حيث برز دور النساء والمقيمين الدائمين كأكثر الفئات السكانية استجابة. بالإضافة إلى ذلك، يقوم ما يقرب من 50% من السكان بإعادة تدوير مادة واحدة على الأقل من بين البلاستيك والورق والملابس. وأكد البحث على أهمية التوجيهات الحكومية في دعم جهود الحد من النفايات، وأشار إلى ضرورة التحفيز لاتباع النهج الاستباقي لاسيما وأن 80% من المستهلكين على استعداد لتبني أنماط حياة مستدامة. وأكدت النتائج أن توفير المزيد من المعلومات حول كيفية إعادة التدوير وأماكنها، بالإضافة إلى عملية جمع النفايات، يسهم بشكل كبير في إحداث المزيد من التغيير الإيجابي، كما أن المبادرات المجتمعية والمشاركة على مستوى الأحياء تُسهم في تعزيز من الممارسات الحالية.
ومن جهتها قالت البروفيسورة ناتالي مارسيال-براز، رئيسة جامعة السوربون أبوظبي: “في جامعة السوربون أبوظبي، نؤمن بأن العلوم الإنسانية والاجتماعية دافعٌ أساسيٌّ للتقدم المجتمعي والتنمية المستدامة. ويُعدّ تعاوننا مع هيئة البيئة – أبوظبي مثالاً واضحاً على كيفية إسهام البحث الأكاديمي في إثراء عملية صنع السياسات التي تعود بالنفع المباشر على السكان وتُحسّن جودة حياتهم. وانطلاقاً من خبرتنا في السلوك البشري، نلتزم بفهم أنماط عيش الأفراد وسلوكياتهم وآليات اتخاذهم للقرارات لذا تُعد هذه الرؤى أساسيةً لبناء مجتمعات أكثر مسؤوليةً وتفاعلاً واستدامةً. وفي عام المجتمع، يدعم هذا المشروع بشكل مباشر أهداف الاستدامة في دولة الإمارات من خلال ترجمة البحوث السلوكية إلى استراتيجيات تُلهم المسؤولية الجماعية وتُعزز ثقافة المواطنة الواعية”.
وتزامناً مع هذه النتائج، تستعد هيئة البيئة – أبوظبي لإطلاق النسخة الثانية من حملة “معاً نحو الصفر” التوعوية، تحت مظلة منصتها الرقمية للاستدامة “ناها”، بهدف خفض النفايات الصلبة البلدية إلى كيلوغرام واحد للشخص يومياً، وزيادة معدل إعادة تدوير النفايات غير الخطرة إلى 40% بحلول عام 2041.
ترتكز هذه الحملة على أسس علمية ورؤى سلوكية حاملةً رسالة واضحة تجسد روح الإلحاح وتدعو إلى اتخاذ خطوات فورية وفعالة نحو التغيير. وتعزز التعاون بين مختلف القطاعات والمجتمع بشكل عام، من خلال دمج السلوكيات البيئية الإيجابية في السياسات العامة والعمل المجتمعي. كما تسعى الحملة إلى ترسيخ معايير جديدة للمسؤولية المجتمعية تجاه البيئة، وتهدف إلى تحقيق التزام دائم بمستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.