لآلاف السنين، عشنا بتناغم مع بيئتنا الطبيعية التي منحتنا كل ما نحتاجه، سواء الطعام أو المأوى أو الشعور بالرفاهية، لكن خلال المائة عام الماضية، تغيرت هذه العلاقة.
وهنا يأتي السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: كيف نريد أن نعيش؟ هل طريقتنا الحالية في تصميم وبناء الأماكن التي نعيش فيها هي الأفضل لرفاهيتنا؟
يصادف هذا الوقت من العام أسبوع البيئة السعودي، وهي مناسبة وطنية أطلقتها قيادتنا بهدف رفع الوعي البيئي وتعزيز الاستدامة البيئية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من التلوث، وبصفتي شخصًا يهتم بشدة بالبيئة الطبيعية، فأنا أريد أن أبدأ حوارًا حول أهمية وضع الطبيعة في صميم التنمية، وكيفية القيام بذلك.
في البداية، يجب أن نرى الحقائق، وهي أن المناطق المعمّرة تشكل ثلاثة في المئة من سطح الأرض، وفقًا للمعهد الملكي للمساحين القانونيين المعتمدين، وتساهم هذه المناطق المبنية بأكثر من 37 في المائة من انبعاثات الكربون.
ويقدر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في هذه المناطق ، ويستهلكون نصف موارد العالم، ومن المتوقع أن تستمر المدن في الازدياد والنمو، لتستقبل 2.5 مليار ساكن جديد بحلول عام 2050 ، أي ما يوازي 68 في المائة من سكان العالم.
وبالطبع فإن نمو وزيادة المدن هو أمر حتمي وضروري، لكننا نحتاج إلى تغيير طريقة هذا النمو، ونحن كلما تعلمنا المزيد عن الطبيعة والنظام البيئي، كلما فهمنا مدى أهميتها بالنسبة لنا، لأن هذه الطبيعية هي التي توفر لنا الغذاء الذي نأكله والهواء الذي نتنفسه، كما تظهر الأبحاث أن التواجد في الطبيعة يساهم في تعزيز صحتنا البدنية والنفسية، ويقلل من ضغط الدم والتوتر، وبالتالي يمكن القول بأنه لا يوجد دواء أفضل من الطبيعة.
في “روشن”، وكجزء من التزامنا برؤية السعودية 2030 والمبادرة الخضراء السعودية ، نراعي الاعتبارات البيئية في كل ما نقوم به، فنبني مجتمعاتنا المزودة بتصميمات تراعي وجود المساحات الخضراء، كما نعمل على تقليل انبعاثات الكربون عن طريق تعزيز النقل الكهربائي، في الوقت نفسه، يوفر مفهوم “الشوارع الحية” الخاص بنا للمقيمين والزائرين المساحات الخضراء اللازمة التي يتمكنون فيها من المشي وممارسة الرياضة بالقرب من منازلهم في الهواء الطلق .
في الحقيقة، تتضح جهودنا في البناء المراعي للطبيعة لأي شخص زار مجتمعاتنا، إذ نضع في كل مجتمع أولوية للمساحات الخضراء والمفتوحة، و في هذه المناطق ، نزرع عشرات الآلاف من الأشجار، بما في ذلك في ROSHN Front ومجتمع SEDRA في الرياض.
في الوقت نفسه، نحن مهتمون بشدة بإعادة التدوير، ويشمل ذلك المواد الغذائية ، والنفايات العامة ، مما يؤدي إلى تقليل البصمة الكربونية للنفايات، وفي الوقت نفسه الاستفادة من السماد لنمو المساحات الخضراء لدينا.
ونحن نقدم تأثير واسع من خلال مبادرة ROSHN الخضراء التي يديرها برنامج المسؤولية الاجتماعية YUHYEEK، حيث أطلقنا 93 مبادرة خضراء حول المملكة تساهم في زراعة 25000 شجرة قندل في المحميات الوطنية ، وتوزيع أكثر من 33000 شتلة على الطلاب في المدارس ، وزراعة أكثر من 6000 شجرة عبر المدارس والمنتزهات والأماكن العامة.
هذه التغييرات المرئية تترافق مع كيفية استخدامنا للبيانات لتحسين وإدارة موارد مجتمعاتنا بشكل أفضل، ونحن مقتنعون أن استخدام التكنولوجيا وتحفيز الناس على التفكير في كيفية استخدامهم للمياه والكهرباء يؤدي إلى فوز للجميع.
هذا مجرد مثال على كيفية عملنا لبناء مجتمعات رائعة تزدهر فيها الطبيعة، وكيف يمكننا استخدام الطبيعة لتحسين نوعية حياة الجميع.كتبت: غادة الرميان، الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصالات بمجموعة روشن