أعلنت المبادرة الوطنية لمكافحة فقد وهدر الغذاء “نِعمة” عن إطلاق حملتها المجتمعية الرمضانية “صون النعمة، فهي دائمة لمن يحفظها”، بهدف رفع مستوى الوعي وتشجيع الممارسات والتدابير العملية على مستوى الدولة، للحد من فقد وهدر الغذاء خلال الشهر الفضيل، حيث كشف المسح الوطني الأخير للأسر الذي أجرته “نِعمة” أن 85% من المشاركين فيه يعتبرون هدر الغذاء قضية وطنية مهمة.
وتهدف “نِعمة”، وهي مبادرة مشتركة بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومؤسسة الإمارات، إلى إلهام الأفراد ليكونوا أكثر مراعاة ووعيًا لاستهلاك الغذاء. وتؤكد المبادرة على أهمية الحد من الهدر والتخزين، واتباع التدابير المستدامة. كما تشجع حملة “صون النعمة”، والتي تستمر طيلة الشهر الفضيل وتتوافق مع قيمه، على تحفيز التفكير في هذه القضايا المرتبطة بالغذاء، وغرس العادات الحميدة، بما في ذلك تخطيط الوجبات، وتقديم كميات أصغر من الغذاء، وتخزين الغذاء بشكل صحيح، ومشاركة الغذاء الذي لم يمس مع المحتاجين.
وتشمل العناصر الرئيسية لحملة “صون النعمة” مبادرات تغيير السلوك والتأسيس للمعايير الاجتماعية الجديدة والممارسات المستدامة على المستوى الفردي، والتعاون مع الشركاء في قطاع الضيافة والفندقة والجهات المُشرعة في الدولة وبنوك الطعام، لتوزيع المنتجات الطازجة غير المثالية على المجتمعات التي تحتاج لدعم، لمنع فقد وهدر الغذاء، وللمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للجميع.
ويشارك مع “نِعمة” أكثر من 270 شريكًا في قطاع الفندقة، من ضمنهم مجموعات الضيافة الكبرى الموجودة في الدولة مثل هيلتون وأكور وروتانا وماريوت وجميرا، حيث سيقوم هؤلاء الشركاء بجمع وتسجيل البيانات الخاصة بهدر الغذاء والإبلاغ عنها لمركز بيانات نعمة الوطني، واستخدام التنبيهات السلوكية، التي تستخدم من عام 2022، لتحديد الفرص السانحة وأفضل الطرق والممارسات للحد من هدر الغذاء في أماكن الضيافة.
كما تطلق مبادرة “نِعمة” تجربة رمضان تحت عنوان “معاً لتدوم النعم” في جميع أنحاء دولة الإمارات، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة. وتهدف التجربة إلى قياس مستويات الهدر الفعلي للغذاء والإبلاغ عنها خلال شهر رمضان. كما تسعى التجربة لتحديد السلوكيات الخاصة بشهر رمضان لوضع توصيات للأعوام القادمة. وسيتم نشر تقرير شامل يضم التحديات الرمضانية الخاصة بكل قطاع وأفضل الممارسات، كما سيقوم التقرير بالإشادة بالمؤسسات والهيئات التي عنيت بالحد من هدر الغذاء.
وحول الحملة قالت خلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات وأمين عام لجنة مبادرة “نِعمة”: “من خلال إجراء تغييرات بسيطة في السلوكيات، وتبني ممارسات الاستهلاك الواعية، يمكننا جميعاً أن نلعب دوراً في التصدي لهدر الغذاء”.
وأضافت النويس: خلال شهر رمضان المبارك؛ يجب أن نواجه المشكلة الكبيرة التي يمثلها هدر الغذاء والتي ترتبط بالشهر الكريم. ولهذا تأتي حملة “صون النعمة” لتذكرنا بمسؤوليتنا الجماعية لتغيير عادات الإسراف الحالية، واستبدالها بأخرى تتماشى مع القيم الإماراتية المتمثلة في الاعتدال وتقدير النعمة. وندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا، والعمل من أجل تحقيق أهدافها وأن تصبح الإمارات دولة لا يهدر فيها الغذاء، ويمكننا جميعاً المساهمة في هذا الهدف الطموح”.
لا يمثل فقد وهدر الغذاء تحديًا كبيرًا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فحسب، إذ يعد كذلك تحديًا بيئيًا عالميًا يتسبب في حوالي من 8 % من انبعاثات الغازات الدفيئة التي يتسبب فيها الإنسان. وفي عام 2023، نجحت مبادرة “نِعمة” في تحويل مسار مليون كجم من المواد الغذائية عن النفايات، ومنعت انبعاث 2.4 مليون كجم من ثاني أكسيد الكربون، كما وقعت مئات المؤسسات والمنظمات على “تعهد نِعمة”، للعمل بشكل استباقي للحد من هدر الغذاء.