في ظلّ مواجهة قطاع الطاقة العالمي لارتفاع التكاليف، وتغيّر السياسات، وتحدي نشر التقنيات النظيفة على نطاق واسع، يُعيد قادة الصناعة تقييم استراتيجياتهم.
وخلال مؤتمر “سيرا ويك”، قدّم الدكتور إيمانويل كاكاراس، نائب الرئيس التنفيذي لـ”جي إكس سولوشنز” في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، مداخلة ناقش فيها تحديات تحوّل الطاق، ودور التقنيات الرائدة في دفع عجلة إزالة الكربون.
خلال هذه المقابلة، يشارك كاكاراس رؤاه حول التحديات التنظيمية، واحتجاز الكربون، والتأثير المتزايد للشرق الأوسط في هذا القطاع
كيف تتوقع تأثير اللائحة الشاملة على تحوّل الطاقة وجهود احتجاز الكربون؟
تُركّز اللائحة الشاملة بشكل أساسي على التبسيط، ومن أهمّ جوانبها تحسين آلية تعديل حدود الكربون، حيث يجب أن تتطور إدارة الكربون لتصبح أداةً فعّالة لتعزيز إزالة الكربون وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وإذا طُبّق ذلك بعقلانية، فسيُشجّع الاستثمارات في التقنيات الخضراء مثل الفولاذ الأخضر.
ما رأيك في النهج التنظيمي للاتحاد الأوروبي تجاه التحوّل الأخضر؟
الإفراط في التنظيم ليس بالضرورة مُضرًا، ولكنه يُبطئ الأمور
كانت الصناعات الأوروبية أول من دعا إلى التبسيط، وقد ذكرتُ في حلقتي النقاشية أن أوروبا ستُرحّب بمزيد من الحوافز بدلاً من مجرد التنظيم، وتهدف حزمة التنافسية الصناعية الخضراء، إلى توفير التمويل اللازم للتحولات التكنولوجية المرتبطة بإزالة الكربون. وستستفيد تقنيات مثل الفولاذ الأخضر، والأسمنت منخفض الكربون، وتطوير المصافي بشكل كبير من هذا الدعم.
ما هو الدور الذي يلعبه الشرق الأوسط في التحوّل العالمي للطاقة؟
يُعدّ الشرق الأوسط من أكثر المناطق الواعدة لتقنيات تحوّل الطاقة، و لطالما كنتُ من أشدّ المُناصرين للمنطقة، ونُركّز عليها استراتيجيًا لإيجاد حلول لإزالة الكربون.
وتتوافق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل خاص مع المعايير الأوروبية، مما يجعلهما شريكين رئيسيين في عملية التحول.
هل تعتقد أن فرض ضريبة على الكربون أمراً قابلاً للتطبيق في الشرق الأوسط؟
من الأفضل تطبيق ضريبة كربون أوسع نطاقًا على آلية احتجاز الكربون، بما يتماشى مع توصيات منظمة التجارة العالمية.
إذا طُبقت هذه الضريبة بعناية، فستسمح لقوى السوق بدفع عجلة إزالة الكربون، ومع ذلك، فبينما يكتسب تسعير الكربون زخمًا عالميًا، فإنه لا يزال غير مرغوب فيه للغاية في مناطق مثل هيوستن، ومع ذلك، أتوقع أن تُدخل الإمارات العربية المتحدة شكلًا من أشكال ضريبة الكربون في الشرق الأوسط خلال العامين المقبلين.
أين نحن الآن من احتجاز الكربون، وخاصةً في صناعة الصلب؟
هناك تطورات كبيرة في احتجاز الكربون، وخاصةً في إنتاج الصلب، وتشارك شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في تطويرات رئيسية مع شركاء رئيسيين، وسيتم الإعلان قريبًا عن مشاريع الصلب الأخضر.
ما هو دور ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في استدامة مراكز البيانات؟
تُمثل مراكز البيانات محور تركيز رئيسي بالنسبة لنا، حيث نقدم حلولاً شاملة، تشمل إمدادات الطاقة الخالية من الكربون، واستعادة الطاقة، ودمج مضخات الحرارة، وتحسين أنظمة تكييف الهواء.
و نتعاون بنشاط مع جهات فاعلة رئيسية في الشرق الأوسط، ، كما سيُمثل دمج تقنية التقاط الكربون في مراكز البيانات ابتكارًا بالغ الأهمية في هذا المجال.
ما هو دور الهيدروجين في إحداث تحول في مجال الطاقة؟
يمكن القول أن إنتاج الهيدروجين أو الوقود الأزرق في المنطقة تنافسي، ولكن أعتقد أن التركيز يجب أن ينصب في البداية على الوقود الأزرق بدلاً من الهيدروجين النقي، هذه خطوة أكثر واقعية ولها جدوى تجارية على المدى القصير والمتوسط.
ما جدوى تخزين الكربون كجزء من تحول الطاقة؟
يشهد تخزين الكربون تقدمًا جيدًا، لا سيما في المملكة العربية السعودية، حيث أطلقت المملكة مبادرة تخزين بسعة 44 مليون طن بحلول عام 2030، ونحن لا نزال ملتزمين بالفرص المستقبلية، لا سيما في دعم إنتاج الوقود الأزرق والأمونيا.
ما هو دور شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في تحول الطاقة؟
تتمتع منطقة الشرق الأوسط بفرصة فريدة للحفاظ على دورها كمركز عالمي للطاقة، مع الريادة في الحلول منخفضة الكربون، وفي هذا السياق، تلتزم شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة التزامًا كاملاً تجاه الشرق الأوسط، على الصعيدين الشخصي والمهني، وتسعى تقنياتنا لدعم طموحات المنطقة في إزالة الكربون.