Home » جواد الخراز المدير الإقليمي لـ”RECREE”: الدول العربية تمتلك فرصة للريادة في أسواق الطاقة المتجددة 

جواد الخراز المدير الإقليمي لـ”RECREE”: الدول العربية تمتلك فرصة للريادة في أسواق الطاقة المتجددة 

by Elhadary

الدكتور جواد الخراز، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة “RCREEE”، تحدث مع ESG Mena Arabic عن أهمية الانتقال إلى الطاقة المتجددة، ودور المركز في دعم القطاع الخاص في هذا المجال، كما سلّط الضوء على التقدم الذي أحرزته الدول العربية وطموحاتها المستقبلية المتعلقة بالطاقة المتجددة

وإلى نص الحوار: 

– كيف يساعد المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة على نشر الطاقة  المتجددة في المنطقة ؟

تم إنشاء المركز منذ 12 عاماً، وكان الهدف هو مواكبة مسار انتقال الطاقة في الدول العربية، ويعمل على دعم الدول في مشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ومساعدتها على صياغة الاستراتيجيات والسياسات المناسبة ، فضلاً عن تشجيع استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال.

وساعد المركز في نشر الطاقة المتجددة في المنطقة من خلال خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة التي اشترك في صياغتها للدول الأعضاء، فضلا عن إجراء الدراسات المتعلقة بالسوق الخاص بالألواح الشمسية على المستوى المحلي والوطني، مع إجراء دراسات الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي للمشروعات، مثل مشروعات طاقة الرياح في مصر على سبيل المثال ، إضافة إلى نقل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول العربية.

أيضاً يقوم المركز بجمع البيانات وينشر مؤشر سنوي لقياس تقدم وتطورالدول العربية فيما يتعلق بالانتقال إلى الطاقة المتجددة والنظيفة، وفي الوقت نفسه، يعمل على تدريب الكوادر العربية فيما يتعلق بمشروعات الطاقة المتجددة، ويتضمن ذلك إطلاق المشروعات، أو تركيب معدات الطاقة المتجددة، أو إجراء دراسات الأثر البيئي والاجتماعي.

2-ما هي نصائحك للمستثمرين الذين يفكرون في بدء الاعتماد على الطاقة المتجددة ؟

أهم النصائح هي رصد السوق والاعتماد على البيانات التي تصدرها المراكز الدولية، ومنها مركزنا، والاطلاع على السياسة الوطنية للطاقة المتجدة والإطار التشريعي في الدولة، ليكون للاستثمار مجديا ومربحا لهذه الشركات، ولتحديد القطاعات التي لها الأولوية ، على سبيل المثال الطاقة المتجددة في قطاع الأبنية أو القطاع الصناعي، وبالفعل قامت الكثير من الدول العربية بأقلمة الإطار القانوني والتشريعي للتحفيز على  الاستثمار في الطاقة المتجددة لتشجيع المستثمرين وأصحاب الشركات .

والدول العربية لديها فرصة لمواصلة الريادة في قطاع الطاقة المتجددة على المستوى الدولي لأن لديها مؤهلات مهمة لإنتاج هذه الطاقة ومن الصعب العثور عليها في مناطق أخرى من العالم، وبالتالي تحتاج إلى توطين التكنولوجيا وبناء القدرات لقيادة مسار تحول الطاقة في العالم.

3-كيف يمثل الانتقال الى الطاقة المتجددة أملا في التخفيف من الأزمة المناخية؟ وكيف يساعد انتشارها على تعزيز الاستدامة؟

الانتقال الى الطاقة المتجددة سيساهم بلا شك في تقليل الانبعاثات الكربونية، وهذا التخفيف من أهم الحلول المناخية التي ستساعد الدول على المضي قدما في الوفاء بتعهداتها لتنفيذ اتفاقية باريس لتغير المناخ، وللحد من زيادة درجة حرارة الأرض دون واحد ونصف درجة مئوية، ومؤتمر COP28 الأخير في دبي كرس هذا الاتجاه، وحدد هدف لمضاعفة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة مرات بحلول 2030 مما يساهم في تحقيق الأهداف المناخية.

في الوقت نفسه، فإن الطاقة المتجددة تدعم الاستدامة بشكل كبير، فيمكن استخدامها لإنتاج الكهرباء وفي أنظمة الري، وفي سحب المياه الجوفية وتحقيق الأمن المائي والغذائي، أو لشتغيل محطات معالجة وتحلية المياه، كما يمكن استعمالها على نطاقات مختلفة سواء على أسطح المنازل، أو بشكل أكبر في القطاع الزراعي والصناعي.

4-كيف تقيم عملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة في المنطقة العربية؟ ما هي التحديات التي تواجهنا ومالذي نحتاج إليه ؟

عملية الانتقال الى الطاقة المتجددة شهدت تقدما وتسارعا في السنوات الأخيرة، لكن درجة التقدم تتفاوت بين الدول العربية، فعلى سبيل المثال هناك دول مثل مصر والمغرب والأردن والإمارات العربية المتحدة وعُمان والمملكة السعودية، حققت طفرة في مضاعفة الطاقة المتجددة وجهود كفاءة الطاقة، ولديها تقدم ملموس على المستوى التشريعي ومشاركة القطاع الخاص في الطاقة المتجددة، لكن لا زالت هناك دول تواجه تحديات للانتقال الى الطاقة المتجددة .

وكل الدول العربية تقريبا لديها أهداف طموحة، ففي المغرب على سبيل المثال هناك هدف بأن تحتل الطاقة المتجددة 52% من مزيج الطاقة بحلول 2030، وفي مصر 42% بحلول 2030، وجيبوتي مئة بالمئة بحلول 2050 ، وهذه الأهداف تتطلب مضاعفة الجهود والاستثمارات الموجهة إلى هذا المجال .

وبالطبع لدينا تحديات متعلقة بالمناخ الاقتصادي والأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الاستثمار، كما أن هناك ضرروة لتطوير التشريعات المشجعة للاستثمار في الطاقة المتجددة، وخلق آليات تمويل مناسبة، وبناء القدرات ليكون لدينا كوادر قادرة على إدارة مشروعات الطاقة المتجددة.

5- ما هو مستقبل تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة ؟ ما هو حجم التقدم الذي حققناه في المنطقه العربيه في هذا الصدد؟

المنطقة العربية تحوز على نصف حجم المياه المحلاة المنتجة عالميا، وتتربع على رأس الدول المملكة العربية السعودية وتتبعها الإمارات العربية المتحدة، وهناك مشروعات كبيرة في هذا الصدد  الجزائر ودول الخليح وفي مصر والمغرب وتونس، بسبب تأثير التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف .

وتحلية المياه بالطاقة المتجددة هي تقنية رائحة ويتم استخادمها أيضاً على نطاق صغير،  لكن على المستوى الكبير لازال هذا يمثل تحدي، لكن من المتوقع تطور ذلك في المستقبل القريب خاصة مع تشجيع الدول لاستخدام الطاقة المتجددة، وهناك محطات كبيرة في المنطقة العربية تقود صناعة التحلية في العالم، وأهم الشركات العالمية المسؤولة عن إدارة وإنشاء وصيانة وتشغيل محطات التحلية، تنشط بشكل كبير في الدول العربية.

على الجانب الآخر، هناك كوادر عربية كبيرة تستطيع أن تديرالمحطات وتشغلها، كما أن هناك حملات في دول الخليج لتوطين التكنولوجيا على مستوى الكوادر أو التكنولوجيا، ويتم يذل الجهود لصناعة بعض مكونات محطات التحلية.

أيضاً، تحلية المياه ستكون مطلبا للدول العربية التي تطمح إلى الاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر، لأن المحولات الكهربائية ستحتاج إلى طاقة متجددة ومياه نقية، وفي ضوء شح المياه في المنطقة العربية، الحل الوحيد هو تحلية المياه.

6-في رأيك، ما أهمية استثمار القطاع الخاص في الخيارات المستدامة؟ 

مشاركة القطاع الخاص في المشروعات المستدامة أصبح أمراً حتميا لا مفر منه، للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في الوقت نفسه، يجب أن تتضافر جهود القطاع العام مع القطاع الخاص لتحقيق الاستدامة وتوفير التمويل، ويجب عل الدول أن تشجع استثمار القطاع الخاص.

عل الجانب الآخر، يواجه القطاع الخاص بعض التحديات المتمثلة في شح البيانات، فأحياناً لا يجد المستثمرون معلومات كافية حول كيفية الاستثمار أو فرص تمويل المشروعات.

7-ما أهمية الاستمرار في زخم العمل المناخي بعد انتهاء COP28؟

مؤتمر الأطراف الذي ينعقد كل عام هو بمثابة نقطة يجتمع فيها قادة العالم والنشطاء البيئيين لبحث سبل العمل المناخي،  لكن يجب أن يستمر العمل والزخم فيما بعدها لتتمكن الدول من تحقيق تعهداتها المناخية وليسير العالم بوتيرة أسرع نحو تحقيق الاستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة.

8-عالميا، ما هي الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها فيما يخص الانتقال إلى الطاقة المتجددة ؟

كما جاء في بيان الكوب الختامي لـcop28، هناك 130 دولة التزمت بمضاعفة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 ، وتحقيق هذا الهدف ليس مستحيلا، ولكنه يتطلب جهودا جبارة في السنوات القليلة القادمة .

9-هل تود إضافة معلومات أخرى ؟

يجب الاعتماد على العلم والبيانات الدقيقة في العمل المناخي، ويجب أن تتضافر جهود الجميع من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، والمؤسسات التمويلية والمراكز البحثية، لأن لكل جهة دورها في هذا المسار.

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena