Home » الخبير الأممي “زيتوني ولد دادة”: الأمن الغذائي مهدّد بسبب تغير المناخ والنزاعات وجائحة كوفيد-19

الخبير الأممي “زيتوني ولد دادة”: الأمن الغذائي مهدّد بسبب تغير المناخ والنزاعات وجائحة كوفيد-19

by Elhadary

يزيد تغير المناخ والأزمات الأخرى من التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي، ممّا يتطلّب المزيد من العمل المناخي، في الوقت نفسه، وقعت أكثر من 150 دولة، خلال COP28 الماضي المنعقد في الإمارات العربية المتحدة، على إعلان “النظم الغذائية المستدامة”، للحد من تأثيرات تغير المناخ على النظم الغذائية.

 أجرينا في منصة ESG Mena Arabic مقابلة مع الدكتور الزيتوني ولد دادة، الخبير الأممي في تغير المناخ و الأمن الغذائي و التنمية المستدامة.

وإلى نص المقابلة:

كيف ساعدت القرارات التي صدرت عن cop28 في تعزيز العمل المناخي؟

خلال COP28، تم الاتفاق لأول مرة على بيان يؤكد على ضرورة الابتعاد عن الوقود الأحفوري، كما تضمن قرارات مهمة من بينها تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي يعد مهم للدول النامية والمجتمعات الفقيرة التي تعاني بشكل أكبر من آثار تغير المناخ.

أيضاً صدر إعلان الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية لأول مرة والذي وقعت عليه نحو 153 دولة، وهذا مهم للغاية لأنه لأول مرة نرى منح هذا الاهتمام للنظم الغذائية المستدامة، وكذلك إعلان الإمارات بشأن المناخ والصحة رأينا فيه إعطاء أهمية خاصة للتأثير على الصحة، كما كان هناك قرار في غاية الأهمية وهو الإسراع في التحول نحو الطاقة النظيفة.

كل هذه القرارات ستدعم تعزيز العمل المناخي، ولكن للأسف نحن لا نزال بعيدا عن تحقيق الهدف الذي وضعته اتفاقية باريس بعدم تخطي زيادة درجة الحرارة واحد ونصف درجة مئوية لاجتناب مخاطر تغير المناخ، لذا نحن في حاجة إلى مزيد من الطموح والعمل المناخي.

-كيف نحقق استدامة الغذاء سواء على مستوى الاستهلاك أو الإنتاج ؟

يزداد الجوع في العالم فهناك تقريبا 783 مليون شخص عالميا يعانون من الجوع كما أن هناك 2 مليار شخص يعانون من السمنة وزيادة الوزن، وعلى الجانب الآخر، القطاع الزراعي يعاني من تدهور صحة التربة ونقص التنوع البيولوجي .

نحتاج إلى عدة حلول لمعالجة تأثير تغير المناخ على تدهور التربة ونقص الأمن الغذائي، وبالتالي فإن النظم الغذائية والزراعية في العالم في حاجة إلى التحويل والتطوير لتكون أكثر مرونة وفعالية واستدامة، ولتكون جزء أساسي من الحلول لمواجهة هذه الأزمات المتواصلة. 

في الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تنوع في إنتاج المحاصيل الزراعية، وزيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتوسيع نطاق الزراعة الذكية مناخياً، وأن يكون هناك وعي على مستوى المستهلكين والمدارس لتفهم مخاطر تغير المناخ وتأثيرها على استدامة الغذاء. أيضاً، من المهم جدا تفعيل الاتفاقات والقرارات لتحقيق حماية حقيقية للمزارعين الصغار والفئات المهمشة من آثار تغير المناخ.

كيف تؤثر الأزمات العالمية على إنتاج الغذاء واستهلاكه؟-

هناك أزمات عديدة تؤثر على إنتاج الغذاء أهمها تغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي، والحروب والنزاعات مثل الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط والسودان، كما أن العالم عاني الكثير من آثار أزمة كوفيد -19، وبالتالي فإن الوضع الذي يعيشه العام الآن هو وضع مقلق ويهدّد الأمن الغذائي.

وفي الفاو كشف تقريرنا العام الماضي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن هناك 122 مليون شخص تم دفعهم إلى الجوع منذ عام 2019 بسبب تغير المناخ وجائحة كوفيد والنزاعات.، ومن المتوقع أن يعاني 600 مليون شخص من الجوع بحلول 2030.

ما الذي نحتاج إليه الآن لضمان تحقيق الاستدامة  في قطاع الغذاء؟

يجب أن نستمر في خفض الانبعاثات الكربونية آملين أن نصل إلى خفض يقارب الـ50% بحلول عام 2030، والاستثمار في التكيف وبناء القدرت في مجال الزراعة، لأنها القطاع الأول الذي يتأثر بالظواهر المتطرفة، ويحظى بحوالي 80% من تأثير الجفاف الذي يؤثر بدوره على إنتاج الغذاء وسبل العيش.

وتغير المناخ يزيد من شدة وتواتر الظواهر الجوية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف، لذا نحتاج أيضاً إلى الاستثمار في نظم الإنذار المبكر، والتي تساعدنا على الاستعداد المسبق والتكيف مع واقعنا الجديد الذي يؤثر عليه تغير المناخ.

في الوقت نفسه، نحتاج إلى إرادة سياسية قوية لمساعدة المزارعين الصغار، وتحويل النظم الغذائية الزراعية، كما يجب أن نضاعف العمل المناخي، وأن يشارك فيه الحكومات والمنظمات والأفراد، ويجب أن نتخذ إجراءات وسياسات سريعة.

كيف تساعد مشروعات الفاو على تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، ودعم النظم الغذائية المستدامة؟

في الفاو ندعم الدول لبناء السياسات والقدرات للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، كما نقدم الدعم التقني، ونساعدها على الحصول على التمويل لمشروعاتها من الصندوق الأخضر للمناخ.أيضاً، لدينا استراتيجية لدعم العلم والابتكار لان هناك ربط مهم بين مواجهة تغير المناخ والاستثمار في العلوم والابتكار، كوسائل مهمة لمواجهة تغير المناخ.

ما هي أهمية الزراعة الذكية مناخياً لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة؟

الزراعة الذكية مناخياً تهدف إلى ثلاثة أهداف، الأول هو دعم الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الزراعي خاصة في ظل الزيادة المستمرة في عدد السكان، والهدف الثاني هو بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، والهدف الثالث هو التخفيف من الانبعاثات الكربونية.

وممارسات الزراعة الذكية مناخيا ليست جديدة تماما، ولكنها عبارة عن نهج متكامل في ظل وضع جديد يفرضه تغير المناخ، ويساعد على إجراء التحولات الكبيرة في نظم الزراعة .

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena