اختتمت بالأمس مؤسسة “كلايمتوبيا” بشراكة مؤسسات “جرينيش” و “بناء” و”إعمار”، فعاليات حملة “زين رمضانك” التي أطلقوها في مصر خلال شهر رمضان المبارك، للتتوعية بالسلوكيات الخاطئة التي يزيد انتشارها خلال الشهر، وتم تظيم الفعالية بمقر السفارة الهولندية.
وكان من أهم الممارسات التي قامت المؤسسات بحملات التوعية حولها هي “هدر الطعام” إذ تزيد نسبة الهدر خلال هذا الشهر، وأيضاً المخاطر البيئية للمنتجات البلاستيكية.
ووجد تقرير مؤشر نفايات الأغذية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2021 أن 8-10٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ترتبط بالغذاء الذي لا يتم استهلاكه، لذا يمكن أن يوفر الحد من هدر الأغذية على مستوى البيع بالتجزئة والخدمات الغذائية والأسرة فوائد الأوجه لكل من الناس وكوكب الأرض.
وقالت منة صلاح، مدير شريك بـ”كلايمتوبيا”، إن الحملة تسعى إلى دمج المفاهيم البيئية بروح رمضان كحدث اجتماعي وبيئي مهم، وإلى استرجاع ارتباط الناس بالبيئة الذي تم العمل خلالها على التواصل مع شركاء بيئيين في 12 محافظة، وتم بالفعل عقد شراكات في خمسة محافظات، كما قاموا بـ 13 فاعلية مثل صناعة الزينة الرمضانية الصديقة للبيئة وتنظيم فعاليات الإفطار الصديق للبيئة.
تضيف منة في حديثها مع ESG Mena: “عمل أكثر من 40 متطوع خلال الحملة، ورسالتنا لم تكن مجرد الحديث عن أهمية الحفاظ على البيئة وآثار تغير المناخ، بل كان منهجنا الوصول إلى الناس من خلال تغيير سلوكياتهم اليومية، على سبيل المثال، يحب الناس صناعة الزينة الرمضانية كل عام وهو ما يستهلك مواد كثيرة، لكننا عملنا معهم على صناعتها من خلال إعادة تدوير المنتجات الموجودة لديهم بالفعل مثل الكتب الورقية القديمة، أو الأكياس البلاستيكية المهملة، وهو ما خلق شعور بالسعادة أثناء مرحلة الإنتاج”.
وأضافت: “أيضاً قمنا بأنشطة للتشجير وكنا نشرك الناس في نوعية الأشجار التي يحبون زراعتها فاختار الكثيرون زراعة “الأشجار المثمرة”، وعملنا على دمج المجتمعات خلال هذه الأنشطة ليستطيعوا رعاية الشجر بعد زراعته، واستطعنا زراعة 120 شجرة في المحافظات”.
وفي سياق الحملة” أطلقت “كلايمتوبيا” مسابقة حول تصوير فيديو يتم فيه مشاركة عادة يومية ،أو معلومة عن الممارسات الصديقة للبيئة.
وفاز بهذه المسابقة “ندى جمال”، التي قدمت مقطع فيديو عن كيفية تحويل مخلفات الطعام إلى سماد عضوي مفيد للزراعة .
وقالت ندى جمال، في حديثها إلى ESG Mena : ” أردت أن أشارك في الفيديو بسلوك اقوم بشكل شخصي بتطبيقه منذ فترة طويلة، وهو تحويل مخلفات الطعام غلى سماد عضوي “كمبوست”، بطريقة بسيطة، وهذا السلوك صنع فارقاً ومن خلاله استطعت إعادة تدوير بقايا الطعام إلى شيئ مفيد بدلاً من التخلص منه بشكل يضر بالبيئة”.
وتابعت: “أقوم بذلك بشكل بسيط من خلال وضع المخلفات في أوعية وبيئة مناسبة تكون ملائمة لتخمر الطعام وتحوله إلى سماد عضوي أعيد استخدامه في زراعة التربة في حديقة منزلنا”.
وتشير تقديرات الفاو إلى أن الفاقد والهدر الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يصل إلى 250 كجم للفرد الواحد بما يمثل أكثر من 60 مليار دولار أمريكي سنوياً، كما أنه يتم فقدان ما يقرب من ثلثي المواد الغذائية أثناء إنتاج ومعالجة وتجهيز وتوزيع المواد الغذائية، ويتم هدر الثلث منها على مستوى المستهلك.
ووجد تقريرحديث للفاو أن كشف تقرير آخر لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن خفض الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي يعتبر عاملا أساسيا لتحسين توافر الأغذية والوصول إلى الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التي تشهد نموا متسارعا.