Home »  تولجا سويتركين مؤسس شركة “بير فودز”: نغير التفكير بتسريع الثورة القائمة على النباتات

 تولجا سويتركين مؤسس شركة “بير فودز”: نغير التفكير بتسريع الثورة القائمة على النباتات

by Elhadary

في الوقت الذي تستخدم فيه زراعة النباتات نصف الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، إلا أن تربية الثروة الحيوانية تستخدم نحو 80 في المئة منها ولها تأثير بيئي ضخم.

وعلى الرغم من اختلاف التقديرات، تشير بعض الدراسات إلى إن الزراعة الحيوانية مسؤولة عن نسبة تصل إلى 20 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية و 80 في المئة من إزالة الغابات، بينما تتسبب أيضًا في تلوث المياه، وفقدان التنوع البيولوجي، ومع ذلك، فإنها لا تشكل سوى 18%   18٪ من السعرات الحرارية و 37٪ من البروتين.

في النهاية، فإن الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء غير مستدامة وغير فعالة وتساهم بشكل كبير في تغير المناخ.

ووجد تقرير حديث من جامعة هارفارد أن انبعاثات قطاع الثروة الحيوانية يجب أن تنخفض للحد من أسوأ آثار المناخ، بالإضافة إلى ذلك، أوصى التقرير أن الأنظمة الغذائية على مستوى العالم يجب أن تصبح أكثر اعتمادًا على النباتات للحد من آثار تغير المناخ، حيث تؤدي الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات إلى انخفاض بنسبة 75 في المئة من انبعاثات الاحتباس الحراري وتلوث المياه واستخدام الأراضي، مقارنة بالأنظمة الغذائية التي تعتمد على اللحوم بشكل كبير.

على الرغم من ذلك، لم تحدد خارطة طريق النظم الغذائية  التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة مؤخرًا، والتي نُشرت في مؤتمر الأطراف 28  طريقة لخفض استهلاك اللحوم.

وعلى الرغم من أن تحول النظم الغذائية لم يشق طريقه بعد إلى صدارة جدول الأعمال السياسي، إلا أن عدد الأشخاص الذين يتخلون عن اللحوم ومنتجات الألبان في تزايد. علاوة على ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن ما يقرب من نصف المستهلكين في جميع أنحاء العالم يعتقدون أن الأغذية النباتية ستحل محل اللحوم بحلول عام 2032، مع نمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.35٪ للفترة من 2021 إلى 2028.

وفي هذا السياق، تدعو شركة “بير فودز جلوبال” المتخصصة في صناعة الأغذية النباتية في دبي، وهي إحدى الشركات الرائدة إقليمياً، إلى ثورة قائمة على النباتات.

تأسست شركة “بير فودز جلوبال” على يد الشيف ورائد الأعمال تولجا سويتركين، وتبيع الشركة كل شيء مثل الفطائر والأغذية النباتية والآيس كريم، وتهتم بتقديم طعام لذيذ يكون أفضل للناس والكوكب

التقت ESG Mena مع المؤسس والطاهي تولجا سويتكين لسماع المزيد عن مهمة الشركة، وإطلاق وللتعرف على المزيد عن مبادرة “الاثنين الخالي من اللحوم”، والدوافع الاقليمية للتوجه نحو استهلاك المنتجات الغذائية البناتية. في الإمارات العربية المتحدة،

تغيير العادات الغذائية

ترعرع سويتركين على المكونات الطازجة والطبخ المنزلي، وقد ورث شغفه بالطعام من جدته في قبرص التي كان يطبخ معها وهو طفل. كانت هذه التجربة في مرحلة الطفولة هي التي ألهمته النهج والأسلوب الذي رآه ينمو في مطبخه الخاص على مر السنين.

وقال سويتركين: “وجدت أن لدي ثروة من المعرفة حول كيفية صنع الطعام، وكيف تم تصنيعه عبر مئات السنين في منطقة البحر الأبيض المتوسط. لذلك، كان من المهم بالنسبة لي في المطعم استخدام مكونات طازجة ونظيفة، و فلسفتي هي: ‘لن أطعمك أبدًا طعامًا لن أطعمه لطفلي'”.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح سويتركين أنه لا يستخدم مطلقًا النكهات أو المواد الحافظة الاصطناعية.

وفي السنوات الأخيرة، تم تصنيف بعض العلامات التجارية للحوم ومنتجات الألبان على أنها “فائقة المعالجة” وغير صحية ومصطنعة، بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان الكبيرة – وهذا يغذي تصورات المستهلك.

وفي الواقع، يُقال الآن أن أكثر من نصف المستهلكين في أوروبا يتجنبون اللحوم النباتية بسبب اعتبارها “غذاء معالج للغاية”. وفي الوقت نفسه، وجدت أبحاث سابقة  أن المستهلكين سيأكلون المزيد من اللحوم النباتية إذا كانت أقل معالجة.

و في أماكن مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تشكل الأطعمة المعالجة أكثر من 50 في المئة من إجمالي استهلاك السعرات الحرارية، بينما يبلغ متوسطه في الشرق الأوسط أقل بقليل من 40 في المئة، ي الوقت نفسه، أوضح معهد الغذاء الجيد أن الأطعمة المعالجة مصطلح مستخدم على نطاق واسع ولكن ليس مفهوم جيدا.

كما أبرز مؤشر GFI أيضًا أنه، كما هو الحال مع منتجات اللحوم التقليدية، هناك درجة عالية من التباين في مستوى معالجة خيارات اللحوم النباتية المختلفة.

علاوة على ذلك، وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة لانسيت أن نوع المعالجة مهم عند النظر في الآثار الصحية، على سبيل المثال، على الرغم من أن المنتجات الحيوانية المصنعة كانت مرتبطة بنتائج صحية سلبية، فإن المنتجات النباتية المصنعة “لم تكن مرتبطة بخطر الإصابة بالأمراض المتعددة”.

.

 وفي حين أن الخوف من  الأطعمة المعالجة يمكن أن يثني البعض عن تناول المنتجات النباتية، فإن الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية النباتية هي التي تجذبهم، ومن المثير للاهتمام، أن مراجعة كبيرة أجريت لمدة 20عامًا وجدت مؤخرًا أن الأنظمة الغذائية النباتية “مرتبطة بشكل كبير” بصحة أفضل، وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان..

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتحول المستهلكين إلى نظام غذائي نباتي، أشار سويتركين إلى أن الدوافع تختلف حسب التركيبة السكانية، وعلى الصعيد الإقليمي، قال إن جائحة كوفيد -19 كانت بمثابة كاشفة كبيرة للعديد من الناس وشجعت المستهلكين على إعادة تقييم مصادر طعامهم، وقد أدى ذلك إلى قيام بعض العلامات التجارية الكبرى للحوم النباتية بتبسيط قوائم المكونات

. وأشار سويتكين أيضًا إلى أن الفيلم الوثائقي The Game Changers كان له أيضًا تأثير كبير على طريقة تفكير الناس في الطعام.

ومن المنظور البيئي، قال سويتركين إنه على الرغم من “عدم الحديث عنه كثيرًا على الإطلاق”، ساعد مؤتمر الأطراف 28 في تحفيز التحول وأشار إلى أنه بالنسبة لبعض الناس، من المرجح أن يؤدي الجانب البيئي إلى تغيير السلوك، مضيفاً  أن الآثار البيئية للزراعة الحيوانية أكثر وضوحًا.

وقال سويتركين: “لننظر إلى درجة الحرارة والأمطار والسيول المفاجئة وحرائق الغابات، كل ما يحدث هو أثار للاحتباس الحراري”، مشيرًا إلى أن تأطير الأنظمة الغذائية النباتية من هذا المنظور من المرجح أن يؤدي إلى اتخاذ إجراء لأن الناس دائمًا قلقون بشأن ما يتركوه لأطفالهم وأحفادهم”.

الشباب هم المفتاح للدفع نحو العمل

وأوضح أن الشباب يلعبون دورًا رئيسيًا في المضي قدمًا في العمل، ولهذا السبب أطلقت شركة “بير فودز جلوبال” مؤخرًا مبادرة “الإثنين الخالي من اللحوم” عبر 20 مدرسة في الإمارات العربية المتحدة.

ومبادرة “الإثنين الخالي من اللحوم” تأسست عام 2003 بهدف زيادة خيارات تناول الطعام النباتي في المدارس والمستشفيات والمؤسسات الأخرى، ومنذ إطلاقها قبل عقدين من الزمان، تحولت إلى حركة عالمية وهي الآن موجودة في أكثر من أربعين دولة.

وقال سويتركين: “الأطفال هم الذين يميلون إلى تناول ما يأكلونه في المنزل، لذا فإن تعليم أطفالنا يمكن أن يساعد في دفع أجندة ‘الأثنين الخالي من اللحوم في المنزل”، مضيفاً:”إذا استغرق الأمر منا عشر سنوات، فليكن. لكن المهم هو أن نبدأ في إجراء تغيير الآن”.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة على أن الأنظمة الغذائية النباتية أكثر صداقة للبيئة وأكثر صحة وأقل ضرراً للحيوانات، بالإضافة إلى العدد المتزايد من المبادرات التي تهدف إلى إحداث تغيير لأولئك العاملين في هذا القطاع، إلا أنi بالنسبة للعاملين في الصناعة، قد يبدو الأمر أحيانًا وكأنه معركة شاقة.

التحديات والفرص في قطاع الأغذية النباتية

وفي الحقيقة لا يخلو قطاع الأغذية النباتية من العقبات، إذ شهدت السنوات الأخيرة حملة صارمة على عملية وضع العلامات، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يتم حظر استخدام مصطلحات مثل “شرائح اللحم” و “النقانق” و “الموتزاريلا” على المنتجات النباتية.

يقول تولجا سويتركين، وهو شخصية رئيسية في حركة الأغذية النباتية الإقليمية: “هذه محاولة واضحة من صناعة اللحوم لخلق عقبات أمام صناعة الأغذية النباتية”.

ويضيف: “هناك رواية أخرى شائعة يروج لها قطاع اللحوم ومنتجات الألبان هي أن “فقاعة النباتيين قد انفجرت”، وفي حين أن مبيعات اللحوم النباتية قد انخفضت بالفعلفي بعض المناطق ، فقد شهد عام 2024 مشاركة قياسية في حملة “فيجنوري“، وهي فعالية سنوية تروج للنظام الغذائي النباتي خلال شهر يناير”، بالإضافة إلى ذلك، لا يعني انخفاض مشتريات المنتجات النباتية بالضرورة العودة إلى استهلاك اللحوم”.

ومع تأثير أزمة غلاء المعيشة العالمية على أسعار المواد الغذائية، بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان، تشير بعض الأبحاث إلى أن المستهلكين يتحولون إلى استهلاك أطعمة البروتين البديلة لأنها أرخص، ويختارون الطهي في المنزل.

ويقول سويتركين: “هدفنا النهائي هو تغيير العقلية، وقد يكون البرغر والكرات اللحمية النباتية نقطة انطلاق، لكنه نحتاج إلى التطور المستمر”.

ويتايع: “يشهد كل قطاع تقلبات، لكن هناك إمكانات هائلة للتطوير في مختلف قطاعات الصناعة،  من أجل تحقيق تأثير كبير، نحتاج إلى أن يواكب البحث الإنتاج”.

ومع ذلك، هناك تحركات إيجابية على صعيد البحث، بالتوازي مع الاستمرار في مجال تطوير المكونات وعمليات التوسع.

وقال سويتكين إن الشيء الأكثر أهمية هنا هو أن الناس يستبدلون اللحوم بالبدائل، سواء كان ذلك باستخدام الحمص أو الخضار أو اللحوم النباتية.

ويسلط تقرير معهد الأغذية الجيدة (GFI) الأخير الضوء على ابتكار دهون ومستحلبات جديدة خالية من مشتقات الحيوانات، إلى جانب مصادر بروتين مبتكرة مثل النباتات المائية والبقوليات والمواد المعاد تدويرها، كما يتم إحراز تقدم في توسيع نطاق تقنيات نسيج البروتين النباتي.

ويظل الابتكار في تزايد. فقد شهد هذا العام وحده تطوير قطع كاملة من اللحوم النباتية، وتقدمًا في اللحوم النباتية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وإطلاق شرائح لحم نباتية مخمرة، على سبيل المثال لا الحصر.

الاهتمام بالطعام في قلب العمل المناخي

وقال سويتركين إنه إلى جانب الابتكار ومحاولات تغيير السلوك التي تتم من خلال مبادرات مثل “الإثنين الخالي من اللحوم”، تلعب الحكومة أيضًا دور كبير في تشجيع تغيير العادات الغذائية.

وقال سويتركين: “نحن بحاجة إلى المزيد من مشاركة الحكومة في دفع مبادرة الإثنين الخالي من اللحوم” واعتمادها من قبل قطاعات أخرى كثيرة، مع التركيز بشكل خاص على الرعاية الصحية والضيافة، ويجب أن يأتي هذا الدعم في شكل سياسات وحوافز على حد سواء”.

وأضاف: “”يجب على الحكومة أن تضع المزيد من التركيز على تلك الأسواق حتى تتبنى طرقًا أكثر استدامة بيئيا لتوفير الغذاء”.

وفي الواقع، سلط سويتركين الضوء على المستوى المرتفع من إهدار الطعام في الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم التخلص من حوالي 40 في المائة من الأطعمة في سلة المهملات.

وقال: “أعتقد أن ربط مسألة إهدار الطعام بالأغذية النباتية كبديل يجب أن يحتل المزيد من الأولوية على جدول أعمال الحكومة لتلك الصناعات.”

وبالنظر إلى المستقبل، وعلى الرغم من أن الصناعة قد تواجه بعض التحديات في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، إلا أن اهتمام المستهلك يتزايد، وكذلك يتزايد وعي المستهلك بالمناخ، مع فهم أكبر للعلاقة بين ما نأكله من طعام  وتأثيره على صحة الكوكب ..

وفي حين لم تحظَ تحول النظم الغذائية بالاهتمام الذي تستحقه في مؤتمر الأطراف 28، فقد كانت ضمن جدول الأعمال للمرة الأولى، ووضعها في مرتبة أعلى على جدول الأعمال له تأثيرات متتالية في المنطقة وخارجها.

والآن نحن في حاجة إلى وضع الاهتمام بتحويل النظم الغذائية ليكون في صميم العمل المناخي للتقليل من انبعاثات الثروة الحيوانية في هذا العقد، وتظهر مبادرات مثل المبادرة التي يقودها سويتركين في الإمارات العربية المتحدة أن هذا يمكن أن يكو ن قابلاً للتطبيق وبأسعار معقولة.

كتبت: مادلين دن، صحفية أولى في ESG Mena

You may also like