كشف بحث صدر مؤخراً عن دعم 85% من الشعب السعودي لجهود المملكة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وسلط البحث، الذي كشف عن الدعم الشعبي الهائل للتحول الأخضر في إطار التنويع الاقتصادي بعيدًا عن عائدات النفط، الضوء على القطاع الخاص ودوره الحيوي في استقطاب أصحاب الخبرات والمعرفة اللازمة لإدارة وتطوير المشاريع السعودية العملاقة.
أجرى البحث الاستقصائي معهد “سيركو”، المعني بتمكين الحكومات من تطوير الجيل الجديد من حلول الخدمة العامة للمواطنين عن طريق البحث والابتكار في تصميم الخدمات، بالتعاون مع وكالة “كنتار” المتخصصة في استطلاعات الرأي، واشتمل على آراء أكثر من 1000 مشارك في الفئة العمرية بين 18 إلى 54 عامًا من سكان المملكة.
أظهرت نتائج البحث، من خلال استطلاع الرأي الأخير، التأييد الشعبي الهائل للإصلاحات الجارية داخل المملكة؛ إذ أكد 88% من السعوديين دعمهم لمساعي التنويع الاقتصادي بعيدًا عن عائدات النفط، الأمر الذي يُعد من أبرز الركائز الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030.
وتُعد الاستدامة أحد المحاور الرئيسية لخطط حكومة المملكة العربية السعودية الطموحة ضمن رؤية 2030؛ إذ تستهدف المملكة الوصول للحياد الصفري من انبعاثات الكربون بحلول عام 2060، وظهر ذلك في تعهد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بضخ استثمارات تتجاوز قيمتها 180 مليار دولار في عام 2021 لبلوغ هدف الحياد الكربوني المنشود.
كما تتضمن الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030 محوري الاستدامة والسياحة اللذان تمكن صنّاع السياسات في المملكة من إيجاد طريقة مبتكرة للربط عن طريق تبني نهج السياحة المستدامة في كبرى المشروعات السعودية العملاقة، بما في ذلك مشروع “البحر الأحمر الدولية”، الذي يوفر وجهة صديقة للبيئة للسياحة العالمية الممتدة على طول الساحل الغربي للمملكة، وذلك لكي يتمكن الزوار من قضاء عطلات فاخرة على شواطئ البحر الأحمر مع الحفاظ على البيئة.
دعمًا لهذا المشروع الضخم، تم تعيين ” معهد سيركو” كمزود رئيسي لخدمات الإدارة عبر جميع وسائل النقل المستدامة داخل مشروع البحر الأحمر؛ بغرض تقديم خدمات نقل بأعلى المعايير العالمية مع تخفيض انبعاثات الكربون إلى مستوى صفر لتجربة متميزة تنال استحسان الزوار.
وتعليقًا على المشروع وخطط المملكة الواعدة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، صرح “فيل ماليم”، الرئيس التنفيذي لشركة “سيركو” الشرق الأوسط، بأن هذه الشراكة البناءة تمثل علامة فارقة لعمليات النقل التابعة لسيركو داخل المملكة العربية السعودية؛ إذ تتسق مع هدفهم الأساسي بتحقيق الرؤى الوطنية، فضلًا عن الإسهام في خلق أدوار جديدة في المملكة.
وأضاف أن الخبرة عالمية التي يتمتع بها “سيركو” في مجال النقل، والمصحوبة بالتطلعات الطموحة لمشروع البحر الأحمر، سيمنح الزوار تجربة مذهلة طوال رحلتهم، على حد وصفه، حيث تشهد المملكة طفرات غير مسبوقة في قطاع السياحة بفضل إطلاق مثل هذه المشروعات العملاقة، من خلال تبنّي أحدث الابتكارات، والتقنيات المتطورة، بالإضافة إلى الامتثال لأعلى المعايير العالمية لتقديم أفضل التجارب للزوار.
وفي السياق ذاته، كشفت نتائج أبحاث معهد “سيركو” السابقة أن أكثر من نصف السعوديين، بنسبة 55%، يصنّفون قطاع “السياحة والترفيه” باعتباره إما أول أو ثاني القطاعات الواعدة في المملكة، وذلك لأهميته بالنسبة لاقتصاد المملكة حيث تتصدر السياحة قائمة الأولويات المستقبلية بصفتها ركيزة أساسية ضمن رؤية السعودية 2030.
وبحسب “بن أوكيف”، نائب مدير معهد سيركو، تشهد المملكة تحولات غير مسبوقة بدءًا من توليد الكهرباء الخضراء وحتى تعزيز استخدام وسائل النقل المستدامة، مما يجعلها وجهة عالمية رائدة ومثالًا يحتذى به في كيفية النهوض بالدول بشكل مستدام مع الحد من انبعاثات الكربون الضارة، وخفض الآثار البيئية المحتملة لأقل مستوى ممكن، مشيراً إلى أهمية دعم الشعب السعودي التام لهذا التوجه، والذي أظهرته جميع نتائج استطلاعات الرأي الصادرة عن معهد “سيركو” حتى الآن.
وأضاف أن القطاع الخاص يؤدي دورًا هامًا في تسريع وتيرة تطوير المشروعات التنموية الكبرى بما في ذلك مشروع البحر الأحمر؛ عبر توفير الطاقة المتجددة، ودعم البنى التحتية للمرافق العامة، وشبكات التنقل الأخضر، مما يؤكد أن الجمع بين الخطط الحكومية الواعدة، والخبرة والمعرفة الهائلة التي تتمتع بها مؤسسات القطاع الخاص، إلى جانب الاستثمار في رأس المال البشري يُعد النهج الأمثل في تنفيذ المشاريع السعودية العملاقة، ومن ثم استغلال جميع الإمكانات الاقتصادية المتاحة داخل المملكة وتحقيق أهداف رؤية 2030، ويساعد على تصدر المملكة المشهد العالمي في الابتكارات الرائدة في مجال الاستدامة.