Home » من الرسائل المفتوحة إلى المصدر المفتوح: الشفافية تدعم سلامة الذكاء الاصطناعي

من الرسائل المفتوحة إلى المصدر المفتوح: الشفافية تدعم سلامة الذكاء الاصطناعي

by Elhadary

 يجب اعتبار المصدر المفتوح اقتراحًا صالحًا للنقاش حول نمو الذكاء الاصطناعي وسلامته، وفي أواخر العام الماضي، وقعت 28 دولة على “إعلان بلتشلي” بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهو اتفاق يهدف إلى ضمان التطوير والاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فقد طرح الإعلان أسئلة تفوق الإجابات حول ما يجب فعله تاليًا، فيجب أن يقام حوار مستمر حول المساواة في تطوير الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن سلامته، وعن كيف يمكن للصناعة، التي تهيمن عليها مجموعة قليلة من عمالقة التكنولوجيا في معظم البلدان، أن تساعد المنظمات والدول الأخرى في أن يكون لها رأي ودور في مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

وبوصفها منصات تكنولوجيا ممكّنة، يجب على شركات الخدمات السحابية بذل كل ما في وسعها لمساعدة العملاء على التعلم من أحدث التقنيات والأدوات واستخدامها.

 ووفقًا لتقرير صادر عن شركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، من المتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانات اقتصادية هائلة، ومن المتوقع أن تحقق دول مجلس التعاون الخليجي فوائد اقتصادية تناهز قيمتها 23.5 مليار دولار مع استمرار نمو الاستثمارات فيه.

ومن المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي، لا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي، التوجه الأكثر شعبية في العالم، وقد شهدنا اهتمامًا هائلاً بنموذجنا اللغوي الكبير، ولكن علينا أن نجد طريقة لتحقيق التوازن بين التمكين والنمو والسلامة، وهي جميعًا مترابطة وليست منفصلة ويجب اعتبار المصدر المفتوح اقتراحًا صالحًا لما سيكون نقاشًا مستمرًا حول المنهجيات.

وهناك بالفعل شغف متزايد بالذكاء الاصطناعي لدى مجموعة واسعة من الصناعات والمطورين والشركات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، على سبيل المثال، كشف معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث المدعوم من حكومة دولة الإمارات، عن Falcon 180B، وهو نسخة متقدمة من نموذجه الرائد للغات الكبيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأطلق تطبيق المراسلة BOTIM، وظيفة ChatGPT باللغة العربية لتوفير دعم الذكاء الاصطناعي التوليدي للمدفوعات والتحويلات المالية الدولية. وقامت منصة “الطبي” للصحة الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي بإعادة ربط سلسلة القيمة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط من خلال توفير حل شامل للمرضى والوصول إلى استشارات الرعاية الصحية عن بعد.

وتعتبر الحجة المؤيدة للمصدر المفتوح في الذكاء الاصطناعي مثيرة للاهتمام، وهي لا تسلم من الانتقاد، لكن المصدر المفتوح أولاً وقبل كل شيء يوفر أساسًا للتعاون والنمو.

ولطالما كانت علي بابا كلاود من المناصرين للمصادر المفتوحة وداعمة للاتجاه المتمثل في وجود طريقة شفافة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، وفي عام 2022، أطلقنا مجتمع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر القائم على السحابة والذي يسمى ModelScope. وفي الأشهر الـ 12 الماضية، أتاحت المنصة لـ 2.8 مليون مطور إمكانية الوصول إلى أكثر من 2300 نموذج للذكاء الاصطناعي.

واعتبارًا من ديسمبر 2023، قامت علي بابا كلاود بفتح مصادر نماذج اللغات الكبيرة ذات العوامل المتغيرة التي تتراوح من 1.8 مليار، و7 مليار، و14 مليار إلى 72 مليار، بالإضافة إلى نماذج اللغات الكبيرة متعددة الوسائط ذات قدرات الفهم الصوتي والمرئي.

نهج مبدئي

بدون المصدر المفتوح، لم نكن لنحقق التطور الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن بالطبع، هذا مجال سريع التطور، حيث ستنمو المقترحات التجارية وستَظهر أنظمة الملكية.

وقد علّمنا تاريخ تكنولوجيا المعلومات أن المبتكرين ورواد الأعمال يرغبون في الاستحواذ على الأفكار وأسواق البرمجيات والمجالات المتخصصة. ونحن نختص بتمكين الابتكار والتطوير ولكننا نعتقد أن هذه الأفكار والمنتجات ستكون أقوى وأسرع نموًا من خلال مجتمع مفتوح المصدر.

كما ارتفع الوعي بالمصادر المفتوحة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة حيث أخذ التحول الرقمي دورًا مركزيًا في الاعتماد المؤسسي عبر القطاعات.

وقد نفذت السعودية ومصر استراتيجيات بشأن استخدام الحلول مفتوحة المصدر، كما أطلقتا مبادرات مع الشركات متعددة الجنسيات لتطوير الأدوات والمواهب داخل البلاد. ولدى حكومة دولة الإمارات سياسة راسخة للبيانات المفتوحة بحيث تتيح الوصول إلى البيانات لمختلف الجهات واستخدام المعلومات لإنشاء منتجات وحلول جديدة.

وتتلخص النقطة المهمة هنا في أن المنظومات قادرة على دفع عجلة الابتكار، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتمكين الشركات من التفكير خارج حدودها التقليدية. إذ يمنع المصدر المفتوح الانغلاق على أنظمة الملكية ويقلّص الحواجز أمام دخول المبتكرين والشركات الناشئة. فهو يشجع التجريب والتعاون بتكاليف منخفضة وداخل مجتمعات قوية، مما يتيح الفرص ويقلل المخاطر.

وفي حين تتطرق محادثات الأعمال باستمرار إلى المرونة، يمكن للمصادر المفتوحة أن توفّر منصة قابلة للتوسع بسعر التكلفة. ومن المؤكد أنها يجب أن تكون جزءًا من المزيج، وهذا عنصر مهمّ في محادثة أكبر حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وكما أظهر لنا ChatGPT قبل 12 شهرًا، فإن التكنولوجيا تقدّم لنا إنجازات عظيمة وهذا الأمر يتسارع حتمًا مع وجود الذكاء الاصطناعي. وتتمثل التحديات التي تواجه جميع البلدان والشركات في كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتمكينه وإدارته الآن. وهناك بالفعل زخم كبير ويجب على صناعة التكنولوجيا ككلّ أن تؤدي دورها في تحمّل المسؤولية عن رعاية الذكاء الاصطناعي، اليوم وغدًا.

بقلم: إريك وان، المدير العام لشركة علي بابا كلاود في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا

You may also like