تعاني دول الخليج من أعلى معدلات هدر الطعام في العالم، ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، يذهب ما يقرب من 38% من الأطعمة المجهزة يومياً إلى سلة المهملات، بتكلفة تصل إلى 13 مليار درهم إماراتي سنوياً، وفي الوقت نفسه، خلال شهر رمضان، يرتفع معدل هدر الطعام إلى 60 في المائة.
وتكشف هذه الإحصائية المثيرة للقلق عن مشكلة منتشرة في بلد يستورد ما بين 80 إلى 90 في المائة من غذائه، وبطبيعة الحال، لا يشكل هذا مجرد قلق من الناحية المالية، بل يشكل أيضاً خطراً على الأمن الغذائي، وإهداراً للمياه والطاقة، لأن حجم هدر الطعام في دولة الإمارات العربية المتحدة يعني أن البصمة الكربونية لنفايات الطعام في البلاد تعادل البصمة الكربونية لحوالي مليون سيارة، ممّا ينتج غاز الميثان الذي يعد أقوى بمقدار 25 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في غلافنا الجوي
وعلى هذا النحو، فإن معالجة هدر الطعام أمر بالغ الأهمية في معركتنا ضد تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي
وفي عام 2012، تاسست شركة Ecyclex بهدف معالجة النفايات الالكترونية، ومنذ ذلك الحين، وتماشيًا مع فلسفتنا الأساسية، قمنا بتوسيع نطاق تركيزنا ليشمل مجموعة من مسارات النفايات التي لم تتم معالجتها بشكل كافٍ، بما في ذلك النفايات الغذائية والعضوية، وتعد هذه واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا التي تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة والتي كانت في دائرة الضوء خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) الذي انعقد مؤخراً في دبي، كما تضمنت القمة الإعلان عن مبادرة “النفايات إلى الصفر”، والتي تستهدف إزالة الكربون من النفايات، وتأتي هذه المبادرة العالمية جنبًا إلى جنب مع المبادرات المحلية مثل المبادرة الوطنية للفقد والهدر الغذائي: نعمة.
ولاتخاذ إجراءات للتقليل من نفايات الأطعمة، عقدنا شراكة مع “نعمة” من خلال تطبيق Reloop للوصول إلى صفر هدر للطعام، وتأكيدًا على أهمية الشراكة، بالتعاون مع نعمة وReLoop، أطلق بنك الإمارات للطعام، تطبيق إعادة التدوير التابع لشركة Ecyclex، وهذه المبادرة لتوزيع ثلاثة ملايين وجبة وتحقيق مستوى صفر من هدر الطعام خلال شهر رمضان، وشهدت هذه المبادرة تحويل جميع الأطعمة المتبقية إلى سماد والتبرع بجميع أطعمة البوفيه الطازج
ومن خلال هذه المبادرة، وفي رمضان 2023، ساعد تطبيق Reloop على إعادة تدوير أكثر من 301000 كجم من نفايات الطعام خلال شهر واحد، ومن خلال العمل مع أكثر من 50 فندقًا في الإمارات العربية المتحدة لتحويل نفايات الطعام إلى سماد، بزيادة قدرها 40 بالمائة من المشاركة مقارنة بشهر رمضان 2022.
وفي نهاية المطاف، فإن الابتكار والشراكة وأفضل الممارسات والتقنيات الجديدة كلها خطوات تمهد الطريق إلى عالم مستدام وخالي من الانبعاثات الصفرية والتحول الذي تشتد الحاجة إليه في أنظمتنا الغذائية، ومع إسدال الستار على مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الثامن والعشرين، والتركيز المتجدد على الغذاء والنفايات، فهذا أفضل وقت للعمل معًا لإحداث التغيير
بقلم يوسف شحادة، الشريك الإداري والمؤسس المشارك لـ Ecyclex و ReLoop App