Home » تحول قطاع التجميل في الشرق الأوسط مع انتشار صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة

تحول قطاع التجميل في الشرق الأوسط مع انتشار صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة

by Elhadary

يشهد قطاع التجميل في الشرق الأوسط موجة تحول نحو صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة أو ما يطلق عليه البعض “الجمال النظيف”، والتي نشأت منذ بضعة سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم بدأت تنتشر الآن في المنطقة. وتأتي الرغبة الجماعية للمستهلكين في الحصول على مكونات نظيفة وآمنة والتركيز المتجدد على الصحة والاستدامة كدافع للتحول نحو تلك الصيحة. 

على الصعيد العالمي، فإن طموحات الإمارات العربية المتحدة نحو التحول لدولة محايدة للكربون (صافي انبعاثات الكربون الصفري) بحلول عام 2050 لا تخفى على أحد، وما استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) إلا دليل على الخُطى التي تقطعها الدولة في هذا الاتجاه. كما يتجلى هذا التوجه في مختلف الصناعات في الإمارات، ومنها قطاع التجميل.  

يؤدي قطاع التجميل دورًا أكبر في الإمارات ويدعم أهداف كوب 28 جنبًا إلى جنب مع دعم الاستدامة، ويتضح ذلك في عمليات الإنتاج والابتكار المستدامين فضلاً عن تحديد مصادر المكونات ومعالجتها بشكل مسؤول. وتمتثل العديد من الشركات المحلية والإقليمية لهذا التوجه، وتُبرهن على أن التجميل الواعي والتدريجي هو النهج الجديد للمستقبل، ويصب في مصلحتنا الفردية والجماعية. 

الرغبة في المكونات الطبيعية تمامًا

تؤثر صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة اليوم على اختيارات المستهلك، حيث تشمل منتجات مصنوعة من مكونات غير سامة ومن مصادر أخلاقية وصديقة للبيئة. كما أنها تمثل تنازلاً عن العلامات التجارية للمواد الكيميائية الاصطناعية والمواد المضافة الشائعة في مستحضرات التجميل التقليدية ومنتجات العناية الشخصية التي تضر الجسم والبيئة وعالمنا الذي نعيش فيه. وقد أدت الجائحة التي شهدها العالم إلى تسريع هذا الاتجاه، وشجعت الأفراد على إعادة تقييم أولوياتهم فيما يتعلق بالصحة والعافية والعناية الذاتية. 

تقبل المستهلكين لأنفسهم

تزامن ظهور صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة مع اتجاه آخر يحدد ملامح المشهد التوعوي،  حيث بات المستهلكون، من مختلف الفئات، يتقبلون ذواتهم الطبيعية ويكتسبون المزيد من الوعي حول معايير الجمال الواقعية. كما يستخدم المئات من الأشخاص المؤثرين حول العالم منصاتهم للتوعية بهذه القضية. 

لذلك، أصبحت صيحة التجميل الخالي من المواد الضارة تجسيدًا لهذا التحول في التفكير، وتدعم نهجًا أكثر شمولية للعافية النفسية والجسدية على حدٍ سواء. وترسخ فكرة قبول الذات والقناعة بالجمال الطبيعي للإنسان. 

ما الذي تخبرنا به الإحصاءات

تشهد المنطقة ارتفاعًا في الطلب على مستحضرات التجميل الخالية من المواد الضارة. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التجميل والعناية الشخصية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 39 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. ومن الجدير بالذكر أن المستهلكين في المنطقة ينفقون ما متوسطه 247 دولارًا أمريكيًا للفرد على مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، مما يجعلها تحتل المرتبة التاسعة عالميًا. كما تؤكد الأبحاث أن الجمال النظيف أو الأخضر في طريقه ليصبح أحد جوانب النمو الرئيسية. وتعكس هذه الزيادة في الإنفاق مدى الاهتمام والتركيز على الرعاية الذاتية. 

رغبة الشباب في مستوى أعلى من الشفافية

تبرُز سمات التغيير في قطاع التجميل بين أوساط الشباب بشكل خاص، فهذه الشريحة السكانية أكثر وعيًا بما يستخدمونه وتتطلب قدرًا أكبر من الشفافية فيما يتعلق بالمنتجات وعمليات تصنيعها. 

في وقتٍ ما كانت العلامات التجارية الكبيرة تهيمن على السوق، لكننا نشهد اليوم تحولًا ملحوظًا نحو الأسماء الأصغر حجمًا الذين يعيدون تعريف ما يعنيه بيع منتجات “خالية من المواد الضارة” والوعي بما يناسبك. وقد برزت العناية بالبشرة، على وجه الخصوص، باعتبارها أهم متطلبات هذا المجال، حيث يعطي المستهلكون الأولوية للمنتجات التي تغذي تألق بشرتهم الطبيعي وتعززه. 

نتيجةً لذلك، تعيد العديد من الشركات صياغة مبادئ عملها في قطاع التجميل، ولا سيما قطاع التجميل التدريجي والواعي في السوق. ويدل اتجاه السوق هذا على تحول أوسع وأشمل، حيث يميل كل من العملاء والشركات نحو الاستدامة والممارسات الأخلاقية في قطاع التجميل.

كلمة ختامية:

على الرغم من تزايد شعبية التجميل الخالي من المواد الضارة، فمن الضروري ملاحظة أن هذه الحركة لا تعني تراجع منتجات التجميل التقليدية في المنطقة، حيث باتت النساء تدمج المنتجات الطبيعية والخالية من المواد الضارة في روتين جمالهن، وذلك باستخدام المنتجات التقليدية وكذلك المنتجات الطبيعية. ولم يتضح بعد الاتجاه الذي سيسلكه السوق خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة. ولكن مما لا شك فيه أن التجميل الخالي من المواد الضارة والواعي والتدريجي والمستدام سينتشر وسيبقى. 

تحتل Miss Palettable الريادة في هذا المجال بالتزامها بالرعاية المتعمدة والترويج للتجميل الواعي. ومع تبني المستهلكين لمبادئ التجميل الخالي من المواد الضارة، يستعد القطاع لمستقبل حيث تشكل الاستدامة وقبول الذات سمة الجمال في الشرق الأوسط.

بقلم موكتا بورين – المؤسس المشارك لشركة Miss Palettable

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena