بينما برزت الرقمنة كعاملاً رئيسياً لتحول المشهد المؤسسي، تحتاج الشركات لدمج نهج “التنوع 360″، وهي الرؤية التي تضمن أن التنوع والمساواة والشمول هي جوهر نجاح الأعمال على المدى الطويل، ضمن هيكلها التنظيمي، ظهر أيضاً التساؤل حول كيفية تحقيق الترابط بين الرقمنة، التي تتمحور حول “البيانات”، والتنوع والشمول، اللذان بدورهما يتمحوران حول “الأشخاص” ؟
يوفر مكان العمل الشمولي فرصاً للجميع ويتطلب تجارب رقمية شمولية. ولا تقتصر هذه التجارب على الامتثال للتشريعات فحسب، وإنما تتعلق أيضاً بضمان أن يتمكن الجميع من المشاركة بشكل كامل والازدهار في بيئة رقمية من دون مواجهة تحيزات بشرية أو رقمية.
ويتيح خيار “العمل عن بعد” للموظفين الحاليين والمستقبليين القدرة على التعاون والمشاركة، باستخدام منصات رقمية. وبينما تظل التفاعلات البشرية في العالم الواقعي أساسية لتحقيق النجاح والشعور بالانتماء لمكان العمل، فإن التكنولوجيا الرقمية تعد عاملاً ممكنّاً للجميع، ولكن يجب أولاً إدراك التحديات والحلول واستشراف المستقبل في ذلك الإطار.
التحديات
اليوم، أدى ظهور ترتيبات العمل عن بعد والمرن إلى تحويل طبيعة التوظيف، وفتح الباب أمام المواهب المتنوعة من مختلف أنحاء العالم للمساهمة في دعم المؤسسات والتعاون وكسر الحدود الجغرافية التي كانت تمثل في السابق تحدياً كبيراً في التوظيف.
وبينما نتنقل عبر هذا المشهد الرقمي الجديد، من المهم أن ندرك أن العالم الرقمي يتطور باستمرار. وتطرح هذه الطبيعة الديناميكية فرصاً وتحديات في آن واحد.
الحلول
وللتغلّب على هذه التحديات، علينا أن نستثمر في التصميم المسؤول والتخفيف من التحيّز. وبينما نتبنى أنظمة رقمية، يجب علينا أن نضمن أنها شفافة وقابلة للتدقيق بسهولة. كما ينبغي أن يحتل مفهوم “التنوع 360″، الذي ينطوي على التنوع والعدالة والشمولية، مكان الصدارة في التطورات التكنولوجية.
وبينما نتعامل مع المزيد من التقنيات الرقمية، فإنه ينبغي علينا كذلك ابتكار خوارزميات تخلو من أي تحيّز. وهذا يعني الجمع بين فرق متنوعة يمكنها إجراء تقييم بإسلوب نقدي لأثر التكنولوجيا على مجتمعات وديموغرافيات مختلفة، ويمكنها أيضاً اكتشاف وإزالة أي تحيزات لاواعية في الخوارزميات.
وفي الوقت ذاته، ولضمان أن يروّج نموذج العمل عن بعد للتنوّع والعدالة والشمولية، يجب على الشركات أن تعمل بطريقة نشطة على خلق إحساس بروح العمل الجماعي والإنتماء بين الموظفين، بصرف النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم. ويمكن للأنشطة الافتراضية لبناء فرق العمل وبرامج الإرشاد أن تسدّ الفجوة وتجعل العاملين عن بعد يشعرون بالتقدير والتواصل.
المستقبل
الأدوات الرقمية ستصبح أكثر تعقيداً على نحو متزايد، ومصممة لتلبية مجموعة متنوعة من احتياجات المستخدمين. وفي مكان العمل، سيستمر التعاون الافتراضي والعمل عن بعد في اكتساب أهمية بارزة، وفي كسر الحواجز الجغرافية وتوفير فرص لمجموعة أكثر تنوعاً من المواهب للمساهمة في انجاز الأعمال.
وستُعطي الشركات الأولوية للتصميم والتنوع الشمولي في تطوير التكنولوجيا، بما يضمن قدرة الحلول الرقمية على توفير واجهات الاستخدام وتجارب المستخدمين الصحيحة.
وبشكل عام، يتمتع مستقبل الرقمنة والتنوع بالقدرة على أن يسفر عن مشهد رقمي أكثر عدلاً ويسراً وتشاركية. كما سيمكّن الأفراد من مختلف مناحي الحياة من الانخراط بشكل كامل في العصر الرقمي، وتعزيز الابتكار وتحقيق التقدم على الصعيد العالمي.
وبينما نمر عبر هذا المفترق، فإنه لدينا الفرصة والالتزام لخلق عالم حيث التكنولوجيا تعمل على تمكين الجميع، وحيث يتم الاحتفاء بمفاهيم التنوع والعدالة والشمولية وعيشها بصفة يومية.
بقلم “فانغ وانغ” المدير الإقليمي لقطاع العمليات الهندسية والمشتريات والإنشاء في الصين لشركة “هيتاشي إنرجي”